يسأل كثير من المسلمين عن الفارق بين صلاة التراويح وصلاة القيام في شهر رمضان؟ وهل خص النبى صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر بقيام الليل؟ وهل تستحب الإطالة في صلاة القيام خلال العشر الأواخر من رمضان؟ حول هذه الأسئلة يقوم الإمام ابن باز إن الصلاة في رمضان كلها تسمى قياما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ويشير الإمام ابن باز إلى أنه إذا قام ما تيسر منه مع الإمام سمي قياما، ولكن في العشر الأخيرة يستحب الإطالة؛ لأنه يشرع إحياؤها بالصلاة والقراءة والدعاء؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحيي الليل كله في العشر الأخيرة، ولهذا شرعت الإطالة فيها.
صلاة التراويح وصلاة القيام والإطالة في العبادة خلال العشر الأواخر
ويشير الإمام ابن باز إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أطال فإنه قرأ في بعض الليالي بالبقرة والنساء وال عمران في ركعة واحدة، فالمقصود أنه عليه الصلاة والسلام كان يطيل في العشر الأخيرة ويحييها؛ فلهذا شرع للناس إحياؤها والإطالة فيها حتى يتأسوا بالرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف العشرين الأول، فإنه ما كان النبي عليه الصلاة والسلام يحييها، كان يقوم وينام عليه الصلاة والسلام كما جاء ذلك في الأحاديث، أما في العشر الأخيرة فكان عليه الصلاة والسلام يحيي الليل كله، ويوقظ أهله، ويشد المئزر عليه الصلاة والسلام ولأن فيها ليلة مباركة؛ ليلة القدر.
صلاة التراويح وصلاة القيام وحديث أبي ذر عن قيام الليل
وفي الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي ذر ، قال : صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى إذا كانت ليلة أربع وعشرين السابع مما يبقى صلى بنا حتى كاد أن يذهب ثلث الليل، فلما كانت ليلة خمس وعشرين لم يصل بنا، فلما كانت ليلة ست وعشرين الخامسة، مما يبقى صلى بنا حتى كاد أن يذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله ، لو نفلتنا بقية ليلتنا؟ فقال: لا، إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة فلما كانت ليلة سبع وعشرين لم يصل بنا، فلما كانت ليلة ثمان وعشرين، أظنه، قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أهله واجتمع له الناس فصلى بنا حتى كاد أن يفوتنا الفلاح، ثم يا ابن أخي لم يصل بنا شيئا من الشهر، قال: والفلاح السحور، وهو الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي.