يسأل كثير من المسلمين حول حكم الصوم إذا تمضمض الصائم في نهار رمضان أو استنشق فدخل إلى حلقه ماء دون قصد، هل يفسد صومه؟ وحول هذا السؤال قال الإمام محمد بن العيثيمين أنه إذا تمضمض الصائم أو استنشق فدخل الماء إلى جوفه لم يفطر لأنه لم يتعمد ذلك لقوله تعالى، واستشهد ابن العيثمين في فتواه بقول الله تعالي في الاية الخامسة من سورة الأحزاب : ولكن ما تعمدت قلوبكم .
أما الإمام ابن باز فقد تناول مسألة المضمضة في نهار رمضان استنادا إلى ما ورد حولها في السنة النبوية الشريفة، فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما، أمر بإسباغ الوضوء ثم قال: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما دل ذلك على أن الصائم يتمضمض ويستنشق لكن لا يبالغ مبالغة يخشى منها نزول الماء إلى جوفه، أما الاستنشاق فلابد منه، وهكذا المضمضة لأنهما فرضان في الوضوء في حق الصائم وغيره.
ويقول خالد بن سعود البليهد عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على المضمضة في وضوءه سائر الأوقات ولم ينقل عنه أنه تركها كما في حديث عثمان المخرج في الصحيحين وفيه: (ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا). وقد ورد الأمر بها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا توضأت فمضمض). رواه أبوداود. فلا ينبغي للمسلم تركها مطلقا اتباعا لظاهر الأدلة وأخذا بالاحتياط لعبادته.