يسأل عدد من المسلمين حول الحكم الشرعي للشخص الذي أفطر في يوم من أيام شهر رمضان لعذر شرعي ثم زال هذا العذر في جزء من أجزاء النهار فهل يلزم أن يمسك هذا الشخص عن الطعام والشراب لبقية اليوم أم يستمر في تناول الطعام والشراب لباقي اليوم طالما أنه فطر هذا اليوم من رمضان بعذر شرعي ؟ وحول هذا السؤال يقول الشيخ محمد ابن العيثمين أنه لا يلزمه الإمساك؛ لأن هذا الرجل استباح هذا اليوم بدليل من الشرع، فحرمة هذا اليوم غير ثابتة في حق هذا الرجل، ولكن عليه أن يقضيه، وإلزامنا إياه أن يمسك بدون فائدة له شرعاً ليس بصحيح وهى أعذار تختلف عن أعذار أخرى مثل حالة الزوجة التي تتذوق الطعام في نهار رمضان لتتأكد من الطهى.
شخص افطر لعذر أمثلة على أعذار شرعية للفطر في رمضان
ويشير الشيخ محمد بن عيثمين إلى مثل من الأمثلة التي تضرب حول هذه القضية برجل رأى غريقاً في الماء، وقال: إن شربت أمكنني إنقاذه، وإن لم أشرب لم أتمكن من إنقاذه. فنقول: اشرب وانقذه. فإذا شرب وأنقذه فهل يأكل بقية يومه؟ نعم يأكل بقية يومه؛ لأن هذا الرجل استباح هذا اليوم بمقتضى الشرع، فلا يلزمه الإمساك، ولهذا لو كان عندنا إنسان مريض، هل نقول لهذا المريض: لا تأكل إلا إذا جعت ولا تشرب إلا إذا عطشت؟ لا، لأن هذا المريض أبيح له الفطر. فكل من أفطر في رمضان بمقتضى دليل شرعي فإنه لا يلزمه الإمساك، وهذا بخلاف موقف المسلم الذي قد يستمر في تناول الطعام والشراب بعد اذان الفجر.