العقوبات الأمريكية تخنق الاقتصاد الإيراني.. طهران تتحدث عن طرائق غير مسبوقة لتصدير نفطها.. فهل ستجد نفعا؟

كتب : وكالات

تواجه إيران تحديات غير مسبوقة انطلقت شرارتها الأولى إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي المبرم مع الجمهورية الإسلامية والدول الخمس الكبرى، بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، وإعادة فرض مزيداً من العقوبات على إيران، وهي البلد العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، فضلا عن إنهاء الإعفاءات التي قد منحتها أمريكا لبعض الدول في تعاملها النفطي مع طهران. 

هذه الإجراءات تضغط بشكل كبير ومتصاعد على الاقتصاد الإيراني، مع وجود علامات جديدة على أن صادرات النفط الإيرانية الرئيسية تتعثر، كما أن أرقام التجارة بين طهران وأكبر اقتصاد في أوروبا ومع الولايات المتحدة تتقلص.

اقرأ أيضاً: أمريكا ترسل صواريخ باتريوت إضافية للشرق الأوسط ردا على تهديد إيران

وفقا لشبكة "بلومبيرج" الإخبارية الأمريكية، فقد أفادت بيانات تتبع ناقلات النفط أنه لم تتم مشاهدة أية ناقلات تترك محطات النفط الإيرانية إلى الموانئ الأجنبية خلال الأيام التسعة الأولى من شهر مايو الجاري، وشددت واشنطن عقوباتها على صادرات النفط الإيراني في الثاني من مايو، منهيةً الإعفاءات التي كانت قد منحتها لعدة دول للاستمرار في استيراد النفط الخام من إيران.

وطالبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الدول بتخفيض وارداتها من إيران إلى الصفر حيث تهدف العقوبات الأمريكية إلى الضغط على طهران لتغيير ما تصفه بـ"السلوك العدواني" في المنطقة.

قرأ أيضاً: وزير الدفاع الأمريكي: متواجدون في الشرق الأوسط لمحاربة الاٍرهاب وتحقيق الأمن

وذكرت "بلومبيرج" أن بيانات التتبع كشفت أيضا عن رسو أربع ناقلات إيرانية قبالة سواحل الصين اعتباراً من 9 مايو، مع وجود ناقلة خامسة في طريقها إلى الساحل الصيني، مضيفةً أن معظم أسطول ناقلات النفط الإيراني إما عائد إلى الخليج العربي بعد تفريغه من البضائع أو شوهد في المنطقة أو بالقرب منها خلال الأيام السابقة، موضحة أن هناك 10 ناقلات إيرانية لم ترسل إشارات تعقب لمدة 16 يوماً على الأقل، مما أبقى أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها مغلقة في محاولة واضحة لإخفاء تحركاتها.

في تقرير نُشر أمس الجمعة، عبر وكالة "رويترز" إن الناقلات الإيرانية الأربع قبالة الساحل الصيني والخامسة في طريقها إلى الصين كانت قد حملت الخام الإيراني في أبريل، قبل انتهاء صلاحية الإعفاء الأمريكي للصين لاستيراد النفط الإيراني، مؤكدةً أن اثنتين من الناقلات صرفتا نفطهما إلى عملاء صينيين، بينما الاثنتان الأخريان تنتظران القيام بذلك في مينائي نينجبو وتشوشان الصينيين.

لكن في ضربة أخرى لقطاع النفط الإيراني، نقلت "رويترز" عن "ثلاثة أشخاص على دراية بالأمر" قولهم إن أكبر شركات التكرير المملوكة للدولة في الصين، شركة الصين للبتروكيماويات "سينوبك" والصين الوطنية للبترول "CNPC"، قررتا عدم طلب أي نفط من الموانئ الإيرانية هذا الشهر. 

ونقلت "رويترز" عن المصادر قولها إن مصافي التكرير الصينية قلقة من أن إصدار مثل هذه الأوامر سيعرضها للعقوبات الأمريكية التي قد تحول دون وصولهم إلى النظام المالي الأمريكي، بينما تعهدت إيران بمواصلة تصدير النفط في تحد للعقوبات الأمريكية وتتحدث عن "طرق غير معروفة من قبل" لتصديره، دون الكشف عن التفاصيل.

وفي الأيام الأخيرة، ذكرت وسائل إعلام غربية أن طهران عثرت على عميل واحد للنفط هذا الشهر، حيث قامت ناقلة إيرانية بتسليم الخام إلى سوريا للمرة الأولى هذا العام، وأوقفت إيران شحنات النفط إلى سوريا أواخر العام الماضي بعد تعليق حد ائتماني لدمشق بسبب فرض عقوبات أمريكية وشيكة على طهران، وأدى توقف شحنات النفط الإيراني إلى سوريا، والتي تخضع أيضاً للعقوبات الأمريكية، إلى نقص الوقود خلال فصل الشتاء في سوريا.

تراجع التجارة مع ألمانياوفي نكسة أخرى لإيران، تراجعت تجارتها مع ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، في الشهرين الأولين من هذا العام، وفقاً لـ"جمعية غرف التجارة والصناعة الألمانية".

ونقلت صحف ألمانية عن الجمعية قولها إن الصادرات الألمانية لإيران انخفضت بنسبة 52.6% على أساس سنوي أي إلى 261 مليون دولار في شهري يناير وفبراير، هذا بينما انخفضت الواردات الألمانية من إيران بنسبة 42.2% إلى 46 مليون دولار في نفس الفترة.

كما نقلت عن رئيس غرفة التجارة الألمانية الإيرانية، داجمار فون بونشتاين، قوله إن "السوق في إيران صعبة للغاية بسبب العقوبات الأمريكية والظروف الاقتصادية للبلاد"، وتشهد إيران احتجاجات شعبية متواصلة على مستوى البلاد من قبل العمال الغاضبين الذين لم يستلموا رواتبهم لأشهر، وكذلك الناس المستائين من الفقر والبطالة والفساد وسوء إدارة من قبل رجال الدين الحاكمين.

انخفاض التجارة مع أمريكاوفي السياق نفسه، نشر مكتب الإحصاء الأمريكي بيانات أول أمس الخميس أظهرت انخفاض الصادرات الأمريكية إلى إيران بنسبة 54.7% في الربع الأول من عام 2019، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى 14.6 مليون دولار.

كما أن واردات الولايات المتحدة من إيران في الربع الأول من العام انخفضت إلى نصف مليون دولار فقط، مقارنة بـ13.3 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً