استهل المستشار محمد السعيد الشربينى كلماته قبل النطق بالحكم فى قضية كنيسة حلوان، بكلمات الذكر الحكيم، بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ"، مشيرا إلى أن هذه القضية بما فيها من أحداث ووقائع تجاوزت كل معانى الرحمة والإنسانية أزهقت فيها أرواح بريئة دون ذنب أو جريمة اقترفتها، فكان على المحكمة أن توجه فيها رسالتين الرسالة الأولى لأعداء الوطن الذين كانوا ولا يزالون يسعون إلى بث أسباب الصراع والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد.. وقال:
باسم الإسلام والمسيحية أقول إن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحافظ على دور العبادة، من مساجد وكنائس؛ لما لها من قدسية؛ فإن هدم الكنائس والعدوان عليها حرام شرعا لما فيها من ذكر الله، فلم نسمع على مر التاريخ عن هدم أو عدوان على مسجد أو كنيسة إلا على يد التتار، وتشير المحكمة إلى أن هناك أيادٍ خفية تشعل نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وتستخدم المرتزقة فى العدوان على المساجد والكنائس، مثلما يفعل تنظيم داعش الإرهابى من هدم وحرق وانتهاك الأعراض ومثل ما تفعله التيارات المتشددة وهؤلاء وهؤلاء أبعد ما يكونون عن مبادئ الرحمة السماوية.
وتابع المستشار محمد السعيد الشربينى: ولذلك والمحكمة جزء من كيان المجتمع وضمير الوطن تناشد شعب مصر أن حافظوا على وطنكم مصر بأرواحكم وفكركم الرشيد، ولا تجعلوا مثل هؤلاء سبيلا للفرقة بينكم، ومصر إن شاء الله فى رباط إلى يوم القيامة. وأما عن الرسالة الثانية فهى عن القصاص وعقوبة الإعدام، فقال رب العزة "وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِى الأَلْبَابِ" ، والمشرع هو الله ورب الناس جميعا، فمن شرع القصاص هو الله عز وجل فقال "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ".
اقرأ أيضا..الإعدام شنقًا لمتهمين اثنين والمؤبد والسجن 10 سنوات لـ آخرين فى قضية أحداث مار مينا
واستطرد رئيس محكمة الجنايات إن جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد بينة، فقد ترك نفسه للشيطان الذى يرتدى ثوب الموعظة، وبعد أن خطط توجه لتنفيذ جريمته الأولى فقتل سائقا بسكين، حتى فاضت روحه إلى بارئها وسرق سيارته، وفى ديسمبر 2017 توجه لمحل العجايبى وقتل الشقيقين وشرع فى قتل من حاولوا إنقاذهما، ثم توجه مسرعا لكنيسة مار مينا وفى طريقه قابل سيدة وما إن تبين حقيقتها، حتى أطلق عليها النار وتركها غارقة فى دمائها، وما إن وصل إلى الكنيسة وشاهد سيدتين تقفان على جانب الكنيسة، حتى أطلق النار عليهما فأرداهم قتيلتين، وما إن هب حارس الكنيسة حتى أطلق عليه النار، فأرداه قتيلا، ثم أطلق النار على صاحب محل أمام الكنيسة فقتله أيضا.
وعقب المستشار محمد السعيد الشربينى: إن نفسا بهذه الوحشية والقسوة لم تترك إلى المحكمة طريقا للرحمة، ولكنها تركت طريقا للقصاص فقط، ولهذا وبعد الاطلاع على الأوراق، قررت المحكمة معاقبة إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى، عادل إمام محمد بالإعدام شنقا عما أسند إليه، ومعاقبة محمد فتحى عكاشة، ومحمد إسماعيل إسماعيل، بالسجن المؤبد.