يسأل بعض المسلمين عن رخصة الصوم لمن هو في سفر دائم مثل سائقي الشاحنات أو سائقي القطارات أو العاملين في الضيافة الجوية أو عمال الشحن المرافقين لرحلات السفر المستمرة فهل يجوز لهؤلاء فطر شهر رمضان كاملا ؟ وهل تنطبق رخصة الفطر في نهار رمضان حتى لو أدى ذلك إلى أن يستمروا في الفطر طوال شهر رمضان وطوال مدة عملهم في هذه المهن ؟ أم أن هؤلاء لا تنطبق عليهم رخصة الصوم في رمضان ؟ حول هذه الأسئلة يجيب الشيخ محمد العيثمين بقوله إن إن الله تعالى قد بين حكم هذه المسألة في قوله: {فمن كان منكم مريضا أو علىٰ سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون } فسائق الشاحنة مادام مسافرا فله أن يترخص بجميع رخص السفر من القصر والجمع، والفطر في رمضان، والمسح على الخفين ثلاثة أيام وهو نفس الأحكام التي تنطبق علي المسافر في نهار رمضان ممن لا يعمل في مهن تتطلب سفرا دائما، وهو ما يرتبط بمسألة آخري هي مسافة السفر المبيحة للإفطار في رمضان مسافته ورخصه وأنواعه.
ويضيف الشيخ محمد بن العيثمين أنه يجوز له أن يفطر في هذه الحال ولو كان دائما يسافر في هذه السيارة؛ لأنه مادام له مكان يأوي إليه وأهل يأوي إليهم، فهو إذا فارق هذا المكان وأولئك الأهل فهو مسافر، وعلى هذا فيجوز له أن يفعل ما يفعله المسافرون، فإن الله تعالى قد أطلق في الاۤية فقال: {أو علىٰ سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون } ولم يقيده بشيء، فما أطلقه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يجب العمل بمطلقه .