"الحمد لله راضيين ومتقبلين هو صبر واحتسب وإن شاء الله مثواه الجنة".. بهذه الكلمات بدأت السيدة نوال القاضي شقيقة الرائد مصطفى القاضي الضابط بقطاع الأمن المركزي المتوفي أمس داخل مستشفى الشرطة بالعجوزة، حديثها لـ "أهل مصر"، بعد رحلة علاج استمرت 9 سنوات جراء إصابته في انقلاب لوري أمن مركزي عام 2011 سنوات أثناء إحدى المأموريات.
انقلاب لوري أمن مركزي في مداهمة وكر مخدرات
في يوم 21 نوفمبر 2011، اختير الرائد مصطفى كامل القاضي للمشاركة في إحدى المأموريات الهامة لمداهمة أخطر أوكار المخدرات بالغربية، وأثناءها انقلب لوري الأمن المركزي به وتوفى مجند وأصيب ضابط آخر، وكانت إصابته الأخطر فيهم، تم نقله لمستشفى المعادي العسكري وتم تشخيص حالته أنها كسور في فقرات العمود الفقري بنسبة ٨٠ % وتهتكك بالحبل الشوكي أدى إلى إصابته بشلل رباعي.
اقرأ أيضا : الجنة تحت أقدام الأمهات.. شاب يمزق جسد أمه بسكين في فيصل
رحلة عذاب ألام لا يتحملها بشر
روت شقيقة الرائد مصطفى القاضي ملامح من رحلة العذاب التي عاشها مصطفى وعايشها معه جميع أفراد أسرته، وعلى رأسهم الوالدة السيدة المسنة التي جلست تحت أقدام نجلها الضابط المصاب طيلة 9 سنوات لاتفارقه وهي تدعي الله أن يمن عليه بالشفاء في معجزة من عنده، فالإصابات خطيرة ونسبة الشفاء والعودة إلى حالته الطبيعية ضعيفة للغاية.
وتقول "نوال" التي تعمل مدرسة وتكبر شقيقها في ترتيب باقي أشقتائه الأربعة: "مصطفى تحمل آلام لا يستطيع تحملها بشر، وبعد تشخيص الحالة تم وضعه تحت العناية المركزة حتى تستقر استعدادًا لإجراء عمليات جراحية دقيقة لتثبيت الفقرات العنقية".
السفر إلى سويسرا لإجراء جراحة دقيقة
وتابعت: "قرر الفريق الطبي سفره إلى سويسرا لإجراء عمليات جراحية أدق، وأنهت وزارة الداخلية إجراءات السفر وتجهيز إقامته هناك رفقة والدتي، وتم العملية بالفعل لكنها لم تنتهي على خير، حيث زادت آلام مصطفى بسبب خطأ طبي خلال إجراء العملية أدى إلى قطع بالمريئ، وتم إيقاف التغذية المباشرة من الفم، بعدها قرر الفريق الطبي سفره إلى إنجلترا لإجراء عملية جراحية ثالثة لإصلاح الخطأ الطبي، واستمر في تناول الطعام عن طريق رايل طبي إلى المعدة مباشرة دون المرور على الفم.
في إنجلترا حصل على ماجيستير في القانون
تابعت "نوال القاضي" الحديث عن شقيقها الضابط الذي صمد في رحلة العلاج احتسابًا لوجه الله، أنه أثناء تواجد مصطفى لرحلة العلاج بإنجلترا وتماثله إلى الشفاء بعض الشيء، قرر أن يخفف من آلامه بالإنشغال في الدراسة وبالفعل تمكن من الحصول على الماجيستير في القانون، وبدأ في تحضير الدكتوراة بالمراسلة قائلة: "مصطفى كان عنده عزيمة قوية وإيمان بربنا ودايمًا كان يحاول يشعرنا بأنه لا يتألم ويبتسم ويذكر فضل الله عليه باختياره لكل هذه الابتلاءات، ويردد لنا بأنها اختبارات من الله عز وجل ويجب أن ينجح فيها، وساعد على رفع روحه المعنوية أن كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء تواجده بإنجلترا ومنحه الامتياز من الدرجة الثالثة".
اقرأ أيضا: المرور تكثف حملات الرادار على الطرق السريعة
الحالة تدهور وغير مستقرة
وتستطرد بأنه منذ فترة تقرر إنهاء مدة إقامته في الخارج للعلاج وعاد إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، ليظل تحت الإشراف الطبي ومازالت حالته غير مستقرة ، بل تراجعت بشكل كبير فظل حبيس فراشه بالمستشفى يتجرع الألم ونتجرعه ونحن من حوله لا نعرف ماذا نفعل سوى التضرع لله رب العالمين أن يخفف عنه، وزاد الأمر سوءا ووصل الأمر إلى أن أصبح وزن مصطفى 35 كيلو لعجزه عن الطعام والتغذية المطلوبة مع تدهور الحالة بشكل متسارع، حتى لقى ربه صبيحة اليوم الخامس من رمضان وفاضت روحه إلى السماء، واحتضنته مدافن الأسرة في قرية تلبنت قيصر بالغربية، بعد تشيع جثمانه في جنازة عسكرية وسط حب وحزن الجميع عليه، ونشكر كل من ساعدنا وجميع قيادات وزارة الداخلية وأصدقائه، وجميع من دعا له ونحتسبه من أهل الجنة وأن يكون صبره على الإصابة والمرض شفيعا له يوم القيامة عند الله".