اصدر حزبي التيار الشعبي والكرامة، بيانًا للتعليق علي الزيارة التي قام بها وزير الخارجية سامح شكري إلي إسرائيل.
وجاء في البيان:" تابع حزبى التيار الشعبى والكرامة خلال الفترة السابقة ومنذ الإعلان عن دعوة السيسى فى خطابه من أسيوط لما سماه (سلام دافئ) مع العدو الصهيونى، تطورات وتبعات هذه الدعوة، التى كان آخرها الزيارة التى قام بها وزير الخارجية المصرى سامح شكرى للقاء رئيس الوزراء الصهيونى، والذى حرص على استقباله فى القدس فى رسالة ذات مغزى واضح تشرعن الاعتراف بالقدس كجزء من كيان الاحتلال".
وأضاف:"إن التيار الشعبى والكرامة لا يجدا فيما يجرى الآن وما هو متوقع خلال الأسابيع والشهور القليلة المقبلة، إلا امتدادا لذات السياق الواضح من تزايد وتوطيد العلاقات المصرية الصهيونية على مدار السنوات الثلاثة السابقة، وفى ظل انحياز واضح من جانب السلطة القائمة لخيار اعتبار الكيان الصهيونى حليفا فى مواجهة الإرهاب والتطرف وكأن كل ممارسات هذا الكيان الغاصب المحتل لا تندرج تحت مفهوم الإرهاب، وطرفا فى حلف جديد يتشكل فى المنطقة لمواجهة أعدائها الجدد الذين يجرى تصنيفهم على أسس طائفية ومذهبية، كما أن دعوة السيسى الأخيرة من أسيوط لا تبدو منقطعة الصلة بما أشار له من قبل فى خطابه بالأمم المتحدة حول (توسيع اتفاقية السلام) وإعترافه منذ خطاب تنصيبه بالقدس الشرقية – وحدها – عاصمة للدولة الفلسطينية التى يطمحون إليها".
كما تابع:" إن النظر لمجمل الأمور فى سياق موحد يعنى بوضوح أننا أمام اختيار سياسى للسلطة، لا يبحث فقط عن تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية ولا يضع أمامها أية خطوط حمراء فى المدى الذى يمكن أن تصل إليه من التفريط فى حقوق الشعب الفلسطينى، بل يمتد لإعادة صياغة العلاقات مع الكيان الصهيونى انطلاقا من تصفية القضية الفلسطينية ووصولا لاعتبار العدو الصهيونى جزءا طبيعيا فى المنطقة بل وحليفا لدولها، وفتح الباب أمام علاقات طبيعية وكاملة بين الكيان الصهيونى وكافة الدول العربية، وربما فى هذا الإطار يمكن فهم موقف السلطة من الإصرار على موقفها بالتنازل عن جزيرتى تيران وصنافير، وهو كله مما يعكس تبدل واضح فى أولويات ورؤية السياسة المصرية وتصوراتها عن الأمن القومى، وهو ما يشير كذلك لأننا تجاوزنا حتى ما كان يجرى فى مرحلة مبارك من دور الوسيط الذى يحقق المصالح الأمريكية والصهيونية، لتتحول مصر فى ظل السلطة الحالية إلى تبنى تصور ورؤية هى فى ذاتها أفضل تعبير عن مصالح الكيان الصهيونى، بل وتقديم الخدمات المجانية وتحقيق الأحلام والطموحات التى كانت أقرب للخيال والتى طالما حلم بها القادة المؤسسين للكيان الصهيونى، وبما فى ذلك ما يتردد عن إحتمالات مد مياه النيل للعدو، وهو ما لا يبدو مستبعدا فى ظل التغافل المتعمد عن زيارة نتنياهو لقلب أفريقيا وما تلاها من هرولة مصرية للقاء وزير الخارجية معه بعدها مباشرة".
وأكد البيان:" إن ما يجرى فى ملف العلاقات المصرية الصهيونية، والذى لن يتوقف عند حدود زيارة وزير الخارجية الأخيرة، هو جزء من تصورات أكبر وأشمل لإعادة صياغة خرائط المنطقة وملفاتها، وإن كانت فلسطين هى العنوان الذى يلتحفون به لتنفيذ مخططاتهم وتصوراتهم، فقد أساءوا اختيار الراية التى كانت دائما بوصلة للشعب العربى من المحيط إلى الخليج، ودافعا لأن ينفض عن نفسه غبار ذل الأنظمة وبؤس اختياراتها".
واختتم بقوله:" وبعيدا عن المواقف المخزية والمثيرة للذهول والاشمئزاز من بعض من كانوا يحسبون على قوى معارضة أو على تيارات سياسية يفترض وضوح موقفها من قضايا محددة بالذات فى قضية الصراع العربى الصهيونى، إلا أن كل ما يجرى الآن هو مدعاة لاستمرار الفرز السياسى على أساس المواقف التى تتخذ، وبدون رهانات لا تسمن ولا تغنى من جوع على محاسبة ومساءلة لا يمكن لها أن تتم لا لوزير الخارجية ولا لغيره، خاصة أن قرار زيارته كان بناءا على توجيهات رئاسية واضحة ومعلنة.. ومن هنا فإن حزبى التيار الشعبى والكرامة يؤمنان بأن الدور الواجب والمطلوب الآن يقع عبئه الأساسى على الشعب المصرى الذى ظل دائما فى كل المراحل منحازا بوضوح لا يقبل التباسا ولا خداعا لقضية الشعب الفلسطينى وظل موقفه الرافض للتطبيع واضحا ومعلنا، وهذه لحظة لتجديد اختيارات الشعب المصرى وقواه السياسية والوطنية، فى مواجهة اختيارات تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وتحويل العلاقات مع العدو الصهيونى إلى التحالف وإعادة رسم خريطة الأدوار فى المنطقة التى تساهم مصر فى صناعتها لا لتستعيد دورا قائدا ورائدا ينفيه قادة السلطة الحالية عنها وإنما لتكون فى إطار التابع والمنفذ لسياسات وتصورات ومصالح القادة الجدد للمنطقة وعلى رأسهم الكيان الصهيونى.