يختلف المسلمون في نيوزيلندا عن أي أقلية مسلمة أخرى حيث يسمح لهم القانون بممارسة شعائرهم الدينية دون مضايقات،كما يسمح القانون النيوزلندي للمرأة المسلمة أن تضع الحجاب على رأسها، وبالرغم من التفجيرات التي شهدها مسجدين في نيوزيلندا مارس الماضي إلا أن المسلمون بدأوا في استقبال شهر رمضان الكريم منذ أيام بفرح وسرور.
ويكون عادة شهر رمضان في نيوزيلندا شاق بشكل كبير حيث أن أوقات الصيف تزيد طولها عن 16 ساعة،واقتداء بالرسول ، يحافظ المسلمون هناك على سنة السحور، فهم ينهضون من نومهم لتناول طعام السحور، والذي يشتمل عادة على الحليب والجبن والبيض.
وفي نيوزلندا تقام الصلوات الخمس، ويُنادى فيها لصلاة الجمعة ويخطب لها بشكل دائم في المساجد، ومن أهم المساجد في نيوزلندا مسجد (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، ومسجد (مدرسة المدينة) كما وتعقد الندوات والمحاضرات الدينية لأبناء الجاليات الإسلامية بلغات مختلفة، وتنظم دورات العلم الشرعي، وحلقات تعليم القرآن، والتي تعتمد في أغلبها على زيارة بعض العلماء والدعاة الوافدين من بلاد الحرمين الشريفين ومصر وغيرهما من بلاد الإسلام.
ومن بعدها يستعد الجميع لأداء صلاة التراويح؛ حيث يصلي المسلمون في تلك البلاد النائية صلاة التراويح عشرين ركعة في أغلب المساجد، يقرأ فيها الإمام جزءًا كاملاً من القرآن الكريم. وعادة يتخلل صلاة التراويح درس ديني أو كلمة وعظ يلقيها بعض الضيوف العلماء الموفدين خصيصًا لهذه المناسبة.
ونظرا لقصر الليل في تلك البلاد فإن صلاة التراويح تنتهي الساعة 12 ليلاً،ولا يمنع ذلك أيضًا من اجتهادهم في إحياء تلك الليالي الفضيلة بالتهجد وقراءة القرآن، وخاصة ليالي العشر الأخير من رمضان.
وقد أعدت للمعتكفين في تلك المساجد أكشاك صغيرة، يخلو فيها المعتكف مع ربه سبحانه.
ويكون الإفطار الجماعي عادة في المساجد طيلة أيام الشهر الكريم، حيث يتولى المحسنون ترتيبها وتمويلها, كما تنظم بعض الجمعيات الإسلامية الإفطار الجماعي باستئجار قاعات خاصة، تدعوا المسلمين للحضور إليها، فتُحضر كل أسرة ما تيسر لها من الطعام أو الحلويات للمشاركة والتعارف والتقارب.
وتخفض بعض المحلات التجارية الإسلامية قيمة بعض المواد التي تُستخدم في صنع الحلوى لرمضان والعيد إكرامًا لهذا الشهر الكريم.
كما وتنظم هناك بعض الجمعيات سوقاً خيرية خلال شهر رمضان، يعرض فيها المسلمون بضائعهم، وتمثل تلك السوق فرصة مناسبة للمسلمين للتسوق في سوق إسلامية، تحوي الكثير من متطلبات المسلمين من الملابس والمأكولات، وغير ذلك من الحاجات.
وكما يحرص المسلمون المقيمون في نيوزلندا على الالتزام بآداب الصيام والعمل بأحكام الإسلام، فكذلك هم يسارعون في إخراج صدقات أموالهم، وزكوات فطرهم، ويوزعونها على المستحقين من الفقراء والمساكين إن وجدوا، وإلا بعثوا بها إلى بلادهم الأصلية، وهم يتولون أمر ذلك بأنفسهم، إذ لا توجد جهات مختصة تتولى أمر جمع الصدقات وتوزيعها.
لكن بالطبع الصورة ليست وردية تماما، إذ أشار المركز ذاته إلى أنه المسلمين يقابلون بتفضيل أقل من قبل بقية النيوزيلنديين.
وأوضح تقرير اعدته "هيرالد" النيوزلندية أن المهاجرين من دول مسلمة مثل باكستان وإندونيسيا يواجهون مواقف سلبية أكثر من المهاجرين من دول آسيوية أخرى مثل الصين والفلبين.
وخلص تحقيق أجرته صحيفة عام 2015 إلى أن المسلمين كانوا أكثر مجموعة مؤهلة للعمل مقارنة بالجماعات الدينية الأخرى، لكنهم وجدوا صعوبة في العثور على وظائف.