القراءة هي غذاء العقل، وأحد الروافد الرئيسية لتكوين شخصية وسطية منفتحة على جميع الثقافات ومؤمنة بالتعددية وتقبل الرأي والرأي الآخر، وهي ترياق مجرب لحماية المجتمعات من الأفكار المتطرفة، وإيمانًا بهذه المعانٍ الراقية عمل مجموعة من الشباب المثقف على إطلاق مبادرة تقوم على إقامة معرض دائم للكتاب طوال أيام العام، وفروا بداخله جميع المؤلفات بأسعار مخفضة تبدأ من جنيهان، إضافة إلى تخصيص ركن لتوزيع الكتب بالمجان، وآخر لبيع المنتجات اليدوية.
"ميكرفون"، هو الاسم الذي اختاره هؤلاء الشباب لمبادرتهم التي يهدفون من ورائها إلى تشجيع الجميع على القراءة، و"أهل مصر" بدورها التقت بالقائمين على هذه المبادرة واطلعت عن قرب على ما يقومون به من أعمال ثقافية وفكرية قيمة ننقلها في التقرير التالي.
"زاهد المصريين".. وكيع بن الجراح: بحر العلم وشيخ المحدثين
شاهد.. "ميكرفون".. مبادرة شبابية لبيع الكتب بأسعار مخفضة
مبادرة شبابية
داخل فيلا إبداع، الكائنة بـ 28 شارع جابر بن حيان، المتفرع من شارع الدقي، وعلى بُعد 5 دقائق من محطة مترو الدقي، يوجد المقر الدائم لمبادرة "ميكرفون"، وهي المبادرة الأولى من نوعها القائمة بمجهود تطوعي من الشباب الراغبين في تشجيع غيرهم على القراءة، ودفعهم إلى الشغف بالإطلاع.
مبادرة "ميكروفون"، تقوم على توفير المؤلفات في جميع المجالات، الدينية منها والإنسانية، وتباع الكتب بأسعار مخفضة تبدأ من جنيهان، وترتفع بحسب طبعة المؤلف ولكنها في كل الأحيان لا تصل إلى تلك الأسعار الباهظة المتداولة في باقي دور البيع، كما تعتمد المبادرة أيضًا نظام استبدال الكتب المستعملة بأخرى جديدة، إضافة إلى تخصيص ركن للاطلاع والقراءة المجانية، وهو ما يُعد خدمة جليلة للعاملين بمجال البحث العلمي، وتكلل هذه الجهود العظيمة بتوزيع عدد من الكتب دون مقابل على الزائرين لمقر المبادرة.
"ترجمان الواصلين".. رحلة ابن عطاء الله السكندري من إنكار التصوف إلى "قطبية العارفين"
بداية الفكرة
يقول "جمال البمبي"، أحد الشباب المؤسسين لمبادرة "ميكروفون": إن صاحب فكرة المبادرة، هو عمرو أحمد، والذي تكفل بتوفير مكانًا دائمًا للمعرض منذ عام 2015، وتبرع بمجموعة كبيرة من الكتب وحرص على توزيعها بالمجان على الشباب بغية تشجيعهم على القراءة والاطلاع.
"البمبي"، يضيف: لاقت المبادرة في بدايتها ترحيبًا من الشباب، وهو ما شجعنا على إقامة معرض للكتاب، وبمرور الوقت أصبح هذا المعرض يقام بشكل دوري أربع مرات على مدار العام، ويقدم لزواره الكثير من الكتب العلمية والأدبية والمترجمات الإنجليزية والفرنسية و قصص الأطفال، إضافة إلى عرض المنتجات اليدوية التي يصنعها شباب المبدعين.
"رمضان المحبة".. مسيحيون يقدمون وجبات الإفطار للصائمين
"البمبي"، يؤكد أن مبادرة "ميكروفون"، تُعد معرض كتاب دائم يقام كل ثلاثة شهور، إضافة إلى فتح المقر أبوابه طوال أيام العام لاستقبال الزائرين، وهو مبادرة شبابية لا تسعى بأي حالٍ من الأحوال إلى منافسة معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ إذ أنها تهدف إلى توفير الكتب بأسعار مخفضة، وتشجيع الجميع على القراءة والاطلاع.
"البمبي"، يشير إلى أن أسعار الكتب المعروضة بـ"ميكرفون" في متناول الجميع؛ فهناك كتب مستعملة تبدأ أسعارها من جنيهان، وهناك أيضًا قسم لتوزيع الكتب بالمجان بهدف تشجيع الشباب علي القراءة، إضافة إلى إمكانية استبدال أي مؤلف بآخر.
تفاعل مجتمعي
لاقت مبادرة "ميكرفون" رواجًا بين الشباب الشغوفين بالقراءة، واعتبرها الكثيرين نقطة ضوء تسهم في إعادة العقلية الثقافية المصرية إلى عصور الإزدهار الفكري، وهو ما دفع البعض إلى التبرع بأعداد كبيرة من الكتب للمبادرة، وذلك فقًا لما قاله جمال البمبي.
التفاعل المجتمعي مع المبادرة، دعا القائمين عليها إلى إقامة معرض استثنائي خلال شهر رمضان الجاري، وحول هذا يقول "البمبي": "إقامة معرض للكتاب في رمضان كان استثنائي، وجاء استجابة لإرادة الجماهير، والاقبال الشديد منهم على مقر المبادرة؛ إذ أن آخر معرض قمنا بتنظيمه كان في أبريل الماضي، وبالتالي لم نتجاوز مدة الثلاثة شهور المحددة لإقامة المعرض".
وعن خططهم المستقبلية، يشير "البمبي" إلى أنهم ينوون التوسع وافتتاح فروع أخرى للمبادرة، بعد النجاح منقطع النظير الذي حققه "ميكرفون" خلال السنوات الماضية.