لم تقطع مصر علاقاتها الخارجية مع إسرائيل منذ 9 سنوات بشكل كامل، لكنها مازالت مرفوضة من قطاع كبير من الشعب المصري، يرى إسرائيل عدوًا ومحتلًا لا يجوز التعامل معه على الإطلاق، ويعتبر كل تعامل معها «تطبيع».
«الشعب ضد التطبيع»
حملة بدأت بمجرد الإعلان عن زيارة سامح شكري، إلى تل أبيب، اختلفت أشكال التعبير عنها، إلا أنها ظهرت بشكل كبير وملفت على شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر".
وانتقد المعترضون على الزيارة على التعامل مع إسرائيل باعتبارها دولة صديقة أونسيان انها دولة عدوة، بينها وبين المصريين دم الشهداء فيحرب أكتوبر، إلا أن هناك فريق آخر رأى أنه لابد أن توضع الأمور في نصابها، فالزيارة كانت تتعلق بالقضية الفلسطينية بالمقام الأول، غير أن العلاقات السياسية لم تتوقف بين مصر وإسرائيل خلال السنوات السابقة.
ويقول دكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التعامل مع الزيارة لإسرائيل ارتبط بالمزايدة في ملف العلاقة مع إسرائيل، وعدم وضوح الرؤيا للرأي العام، وهو في الغالب فيه تضليل.
وأكد «فهمي» في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر» إن أغلب الذين يتكلمون عن العلاقات مع إسرائيل لا يدركون دور مصر الإقليمي، وأننا في ملف التطبيع منذ 15 عامًا رغم أنه لا يقبل المزايدة، فليس هناك مصالح مباشرة بين مصر وإسرائيل، لكنها علاقات سياسية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن مصر عليها خلال الفترة المقبلة موازنة علاقاتها الخارجية، بما في ذلك علاقتها مع تركيا، حيث تسعى مصر لممارسة دورها في المنطقة يحين تسعى تركيا أيضًا للمقاربة مع مصر، مؤكدًا أن الأمر سيمتدكذلك لإيران لتكسب مصر ورقة جديدة في المنطقة، إلا أن هذا التحرك مؤجل لبعض الوقت.
«إسرائيل تدفع في اتجاهات مختلفة»
سلطت الصحف الإسرائيلية الضوء على زيارة الوزير سامح شكري لإسرائيل، بشكل متقارب، وفي إطار يتناول الزيارة بشكل عام والمباحثات التي جرت بين الوزير ونتنياهو، إلا أن صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أخذت جانبًا آخر في التغطية.
وقالت الصحيفة عبرموقعها الإليكتروني، اليوم الثلاثاء، إن العلاقات المصرية الإسرائيلية، جارية منذ 9 سنوات، وكان يمكن لها أن تستمر دون الإعلان عن وجود تواصل بين القيادات في الدولتين.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية، أن التحسين في العلاقات، والتنسيق جاري في الجبهة الأمنية «سريًا» عامة، بناء على الافتراض الإسرائيلي أن الإعلان عنه قد يؤذي العلاقات، ولكن الجانب المصري، والرئيس بحد ذاته، هم الذين بدأوا بالإعلان عن العلاقة، حتى أنهت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى اسرائيل عهد السرية «إلى حد ما»، و من الممكن الآن ابلاغ العالم عندما يقوم مسؤول مصري أو اسرائيلي رفيع بزيارة نظيره في هذا التحالف، مضيفة أن هذا التحالف يشمل شركاء آخرين، بينهم الأردن والسعودية، وأن قرار الحكومة المصرية بإعادة جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، جاء مقابل تعهد خطي من قبل الرياض باحترام حقوق اسرائيل للعبور الحر في مضيق تيران، هو مثال واضح لهذه العلاقة الجديدة، ولكنه ليس الوحي – بحسب الصحيفة.
«إسرائيل تخالف معاهدة السلام»
وكشفت صحيفة «ذا تايم أوف إسرائيل» أن إسرائيل أخلت بأحد بنود اتفاقية السلام مع مصر.
وكتبت الصحيفة، أن المعركة الجارية ضد خلايا تنظيم “داعش” في سيناء، حولت إسرائيل إلى حليف هام لمصر في الحرب ضد الإرهاب الجهادي، وهذا واضح في سماح إسرائيل لمصر نشر المزيد من الجنود في سيناء، بمخالفة لشروط اتفاقية السلام من عام 1979، أما بالنسبة لدول سنية أخرى، الحرب ضد التطرف أصبح مركز المصالح المشتركة مع اسرائيل، بالنسبة للرياض، إنه التهديد من إيران الشيعية الذي حولها إلى شريكة الدولة اليهودية.
«الخارجية تؤكد: القضية فلسطين»
قالت وزارة الخارجية المصرية، إن زيارة الوزير سامح شكري لإسرائيل جاءت لبحث إتمام سلام شامل بين فلسطين وإسرائيل، لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، إلى جانب إجراء مباحثات ثنائية بين الطرفين فيما يتعلق بالقضايا المشتركة.