عندما وقع الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له محطتا ضخ أنابيب في المملكة العربية السعودية، يوم الثلاثاء، سارعت دول عربية عدة إلى الإدانة والاستنكار.
وقع الهجوم باستخدام سبع طائرات دون طيار، سيرتها ميليشيات الحوثى، وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إنه "استهدف أنابيب النفط وتم السيطرة عليه بعد أن خلف أضرارا محدودة".
وقد ادان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الهجوم بأشد العبارات، مؤكدا أن هذه الأعمال الإرهابية تنطوي على تهديد خطير لأمن المنطقة، بل وللأمن الدولي والاقتصاد العالمي الذي يتأثر باستقرار إمدادات الطاقة.
تجاهل قطري
لكن دولا عربية التزمت الصمت إلى الآن، وفي مقدمتها قطر التي انقطعت علاقتها بالمملكة، منذ يونيو2017، وهو ما قد يفسر حالة الصمت عن إدانة الهجوم حتى الآن.
وفي 5 يونيو الماضي، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وكخطوة في سبيل حل الأزمة، تقدمت الدول العربية الأربع عبر الوسيط الكويتي بقائمة من المطالب، ضمت 13 بندا، مقابل رفع الإجراءات العقابية عن قطر؛ غير أن الأخيرة رفضت جميع هذه المطالب، واعتبرتها تدخلا في "سيادتها الوطنية".
وبالمقابل، طلبت قطر علنا، وعبر الوسيط الكويتي ومسؤولي الدول الغربية، من الدول العربية الأربع الجلوس إلى طاولة الحوار، للتوصل إلى حل للأزمة؛ لكن هذا لم يحدث حتى الآن.
صمت مغربي
كما لم يصدر عن الخارجية المغربية، إلى حدود اللحظة، أي موقف رسمي بخصوص الهجوم، في ظل الحديث عن أزمة مغربية خليجية صامتة، حاول السفير السعودي تبديدها بلقاءات متتالية مع مسؤولين مغاربة في العاصمة الرباط، عبر فيها عن دعم بلاده لمصالح المغرب ومنها وحدته الترابية، وفقا لصحيفة "أخبار اليوم" المغربية.
وكانت العلاقات بين الرياض والرباط شهدت بعض التوترات خلال الفترة الماضية، تطورت إلى استدعاء السفير.
ورغم أن السفير المغربي لدى السعودية أكد بنفسه خبر الاستدعاء "للتشاور"، في تصريحات مع موقع مغربي، نفى وزير الخارجية ناصر بوريطة ذلك الكلام، وقال إن "الخبر غير مضبوط ولا أساس له من الصحة ولم يصدر عن مسؤول، وأن تاريخ الدبلوماسية المغربية يؤكد أنها تعبر عن موقفها بوسائلها وليس من خلال وكالة أنباء أمريكية". (يمكنك معرفة تفاصيل الأزمة من هنا).
تجاهل سوري
ولم تعلق سوريا على الهجوم، حتى هذه اللحظة، إذ البلدان في حالة قطيعة منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، ومذاك علقت الجامعة العربية أنشطة سوريا. وقالت الجامعة في الآونة الأخيرة إن عودة سوريا تتطلب إجماع الدول الأعضاء.
وعاودت الإمارات، وهي حليف للسعودية، فتح سفارتها بدمشق في ديسمبر في دعم دبلوماسي للأسد، لكن السعودية قالت إنه من المبكر الحديث عن ذلك.
حكومة الوفاق
ولم تصدر عن حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، أي بيان بشأن الهجوم حتى الآن، في الوقت الذي تحتدم المعارك بين قواتها وقوات الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر على حدود العاصمة طرابلس.
وربما يعود ذلك إلى أن حكومة الوفاق ترى السعودية داعة لحفتر الذي تصفه بالانقلابي، وهو ما صرح به رئيس الحكومة فائز السراج، في حوار مع وكالة "سبوتنيك"، في تعليق على استقبال دول مصر والسعودية لحفتر، ودعم الإمارات له، عندما قال:
"أدعو هذه الدول التي دعمت وما زالت تدعم حفتر إلى أن تراجع نفسها وتراهن على الشعب الليبي وليس على شخص، لأن المراهنة على شخص رهان خاسر ونتائجها معروفة، أما المراهنة على شعب فعلاقتنا مع هذه الدول هي علاقات جيدة وعلاقات جيرة، ولا زلنا حريصين على عودة تلك العلاقات لمسارها الطبيعي، ولكن للأسف بعض الدول انحازت بشكل غير منطقي لطرف على حساب طرف آخر".
ولم يصدر حتى عن حكومة طبرق الموازية التي يدعمها الجيش الليبي.
سهو عراقي
ولم يصدر عن الخارجية العراقية كذلك أي تعليق، رغم أنها علقت على ما وقع للسفن من تخريب قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، ولكن علاقة العراق والسعودية حاليًا تتسم بالنشاط، فقد كان رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي مؤخرا في الرياض.
اقرأ ايضا.. عادل الجبير: ميليشيات الحوثي جزء لا يتجزأ من "الحرس الثوري" الإيراني
ووقع البلدان عددا من الاتفاقيات، كما أرسل الملك سلمان دعوة رسمية إلى الرئيس العراقي، لحضور مؤتمر القمة الإسلامي الذي من المؤمل أن يعقد في مكة المكرمة نهاية الشهر الحالي، وهو ما قد يكون سهوا وليس عمدا.