نظمت وزارة الأوقاف لقاءً علميًّا بعنوان "رمضان شهر الانتصارات" وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي ، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضى الله عنه) بالقاهرة.
وحاضر فيه كل من الشيخ محمود الأبيدي إمام وخطيب بأوقاف القاهرة والدكتور ياسر مغاوري إمام وخطيب مسجد سيدنا الإمام الحسين (رضي الله عنه)، والشيخ إسلام النواوي عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة، بحضور عدد من قيادات الوزارة ، وبعض من السادة الأئمة , وجمع غفير من الجمهور، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وأسيوية.
وفي كلمته أكد الشيخ محمود الأبيدي إمام وخطيب بأوقاف القاهرة أنه ما من غزوة من الغزوات التي خاضها المسلمون في هذا الشهر المبارك ، إلا ونصرهم الله (تعالى) على أعدائهم ، ولعل في هذا بيانا لقيمة هذا الشهر الكريم ، ومنزلته العظيمة عند الله (سبحانه وتعالى).
كما أوضح أن من عظمة هذا الشهر الكريم أنه ليس شهر الصيام والتهذيب والتأديب وقراءة القرآن فحسب ، بل هو شهر الانتصارات وإعلاء كلمة الله (سبحانه وتعالى) في الأرض ، حيث كانت الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل على موعد مع الفتوحات والانتصارات في هذا الشهر الكريم ، ومن أهمها ما حققته قواتنا المسلحة الباسلة في العاشر من رمضان المجيد ، بأن حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي قيل إنه لا يقهر ، فوجّه إليه جيشنا المصري ضربة أفقدته صوابه ، وأسقطت كبرياءه ، وأجبرت العالم كله على احترامها ، والإشادة بعبورها العظيم ، فهم بحق خير أجناد الأرض .
وفي ختام كلمته أكد أن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة على أمة النبي (صلى الله عليه وسلم) , وهو شهر صناعة الأمل , والعلم , والعمل ؛ فعلينا أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على رب الأسباب.
وفي كلمته أكد الدكتورياسر مغاوري إمام وخطيب مسجد سيدنا الإمام الحسين (رضي الله عنه) أن شهر رمضان كثرت فيه الانتصارات ، فكانت فيه غزوة بدر الكبرى ، وفيه كان الفتح الأعظم “فتح مكة” ، وفيه كان انتصار المسلمين في عين جالوت ، وفيه أعظم انتصارات عصرنا الحديث نصر العاشر من رمضان ، مبينًا فضيلته أن سبب هذه الانتصارات هو تثبيت الله (عز وجل) للمسلمين ، ونصره إياهم على أعدائهم ” وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ”.
كما بين أن الإسلام لم يكن أبدًا دين عنف ، أو عدوان على أحد ، بل إن غزوات النبي (صلى الله عليه وسلم) كلها كانت دفاعية ، دافع المسلمون فيها عن دينهم ، وأنفسهـم ، وأعراضهم ، وأموالهم ، فلم يكن خروجهم للقتال اعتداءً ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا”.
وفي السياق ذاته أكد أن يوم العاشر من رمضان هو يوم الدفاع عن الأرض ، والعرض ، والكرامة ، وأن النصر الأكبر والأعظم في هذا الشهر الكريم إنما هو الانتصار على النفس ، وشهواتها ، وطغيانها ؛ ولذلك كانت الغاية العظمى من فرضية الصيام أن تجعل بين العبد وبين محارم الله (تعالى) وقاية ،” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
وفي كلمته أوضح الشيخ إسلام النواوي عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة أن وزارة الأوقاف تقوم في هذه المناسبات بدورين كبيرين ، دور دعوي بإبراز نفحات هذه الأزمان وبركاتها ، ودور وطني يبرز بطولة جنودنا ، وقواتنا المسلحة ، وبطولة المسلمين المتجردين المخلصين الذين يدافعون عن الأرض والعرض ، وهذا الدور تكافح به الوزارة الأفكار الهدامة والمتشددة ، التي تهدم ولا تبني ، وتخرب ولا تعمر.
كما أكد أن كل معارك المسلمين لم تكن عدتهم مثل أعدائهم إلا فتح مكة ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” ، مبينًا أن نصر الله يكون بأمرين : نصر الله على الغير , ونصر الله على النفس , وفي شهر رمضان ينتصر الإنسان على نفسه , فيمتنع عن الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر حتى غروب الشمس ، إعلانًا أنه انتصر على شهوته ، ولهذا فهو شهر العطاء والجود والخير والبر ، وذلك حينما يعلو الإنسان بنفسه ويزيكيها.
الأوقاف تؤيد فتوى تحديد زكاة الفطر: تراعي حال الفقراء
وفي ختام كلمته أكد أن وزارة الأوقاف تتبنى مشروعًا حضاريًّا كبيرًا بالفهم الواقعي والعملي لسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) من خلال الفهم المقاصدي لسنته , تفكك به الأفكار المتطرفة , وتنشر به الفكر الصحيح الوسطي ؛ لتبني جيلًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة.