اعتاد كثير من الأزواج التغيب عن جلسات الخلع أو الطلاق، مكتفين بمراقبة الموقف حتى يصدر القضاء كلمته في الدعوى، وهناك العديد من دعاوى الخلع يقضى فيها القضاء بإنهاء الحياة الزوجية بعد أن يرفض الزوج الحضور أمام "الحكمين" لمحاولة الصلح.
"أهل مصر" رصدت عددا من القصص الواقعية وحاولت فهم الأسباب التى تدفع الأزواج للغياب عن ساحات محاكم الأسرة خلال الجلسات.
قصص واقعية من داخل محاكم الأسرة
مروة:زوجى لم يحضر أمام الحكمين
قالت"مروة" في مستهل حديثها: تقدمت بدعوى قضائية أمام محكمة الأسرة بزنانيرى لرفع دعوى خلع بعد ٥ سنوات من الزواج بسبب بخله الشديد الذي جعلني أنفر من العيش معه داخل بيت واحد، كان يعاملني كالخادمة ويبخل علي فى الطعام والشراب حتى جعلنى أندم على زواجى منه.
وتابعت: "طلبت المحكمة حضور زوجى أمام الحكمين لإعطاء فرصة للصلح بيننا، ولكن لم يحضر حتى قضت لى المحكمة بالخلع لعدم حضوره.
ناهد: جوزى رفض يحضر دعوى النفقة عشان الحبس
أقامت ناهد دعوى نفقة لها ولبناتها الثلاث بعد أن تركها زوجها دون جنيه واحد بالمنزل، بسبب إنجابها للبنات، وتزوج من أخرى وتركهن يعانين مرارة الأيام، وكان الزوج يتغيب عن حضور جلسات النفقة ويكتفي بإرسال محاميه، ويتلاعب بالقانون من أجل تخفيض النفقة.
وقالت ناهد: لم يكن لى ذنب فى إنجاب البنات ليحرمني من النفقات أنا وبناتي، حتى جعلني أقف على أعتاب محكمة الأسرة، وبالرغم من طلب القاضى حضوره ولكن لم أره خلال الجلسات ولو مرة، وشعرت أنه خاف من الحبس، وقضت لى المحكمة بمتجمد نفقة ١٥ ألف جنيه، ولكن محاميه مازال يماطل.
علم النفس: المجتمع أجبر الرجل على كتم مشاعره
أميرة طنطاوي، باحثة في المشكلات الأسرية، قالت إن دوافع وسلوكيات كل شخص تختلف عن الآخر، ولكن في حالة عدم ذهاب الأزواج لجلسة الطلاق يجب الأخذ في الاعتبار أننا مجتمع "رجولي"، وهنا نكون قد ظلمنا الزوج وقمنا بالضغط عليه وإجباره على إسدال الستار الزائف لمواجهة تلك اللحظة الحزينة في حياته، فقد أجبر المجتمع الرجل على أن يكتم مشاعره وأن يظهر بمظهر القوي اللامبالي، ووراء هذا الاستعلاء ألم نفسي حقيقي قد يولد أمراضا نفسية مزمنة.
وأضافت"طنطاوي": الرجل مخلوق وله مشاعر ويصاب بالصدمة والإنكار عندما تطلب الزوجة الخلع ويشعر أنه فشل في تأسيس بيت وأسرة، وبالتالي يكون من الطبيعي محاولة الظهور بأنه لم يفشل، ويزيد الأمر ألما تفكيره في الأبناء وانعدام دوره في حياتهم، ومثل هذه الأفكار تسيطر عليه فيبدأ في التعامل معها بالهروب منها وعدم مواجهتها، ولكن سرعان ما يتم الفصل ويحدث الطلاق، وحتى هذه اللحظة لا يفرغ الرجل شحنة الحزن بداخله بل يظل يقاوم، ومقاومته تشعره بالضعف.
وأوضحت "طنطاوي": في حقيقة الأمر، الطلاق يكسر الرجل من الداخل ويسبب له آلاما نفسية وجسدية حتى وإن ظهر بمظهر القوي المتماسك اللامبالي! بعكس المرأة التي بعد الطلاق تذهب للبكاء وتفريغ شحنة الحزن بداخلها والحديث مع صديقاتها أو المقربات منها، وتبدأ في التعامل على تقبل الأمر الواقع، لتمضي في حياتها ومشوارها بعد الطلاق من المطالبة بحقوقها.
القانون: عدم حضور الزوج يزيد من سرعة القضية
الخبير القانوني محمد ورداني، قال إن عدم حضور الزوج فى دعوى الخلع أو الطلاق لا يؤثر سلبيا على سرعة الفصل فى الدعوى، بالعكس عدم حضور الزوج يزيد من سرعة القضية.
وأوضح "ورداني": فى حالة الخلع، حضور الزوج ليس له أى فائدة له، لأن الخلع دعوى إجرائية وستحصل الزوجة على الحكم بتطليقها خلعاً فى جميع الأحوال، لذلك كثير من الأزواج لا يحضرون فى الخلع.
وأضاف"ورداني": أما فى حالة الطلاق للضرر فيحضر معظم الأزواج على عكس الخلع، لأنه فى حال حصول الزوجة على حكم بالطلاق فستحصل على جميع مستحقاتها، لذلك يحضر الزوج ويقدم مذكرات وشهودا لمنع حصول الزوجة على حكم بالطلاق، وبالنسبة لحضور الزوج، الزوجة تتقدم بطلب لمكتب تسوية المنازعات الأسرية فى محكمة الأسرة، والمكتب يحدد جلسة بعد أسبوع من تاريخ تقديم الطلب، ومكتب التسوية يقوم بإخطار الزوج خلال أسبوع بموعد جلسة التسوية.