لا تزال ساحة المعارك حامية على الأراضي الليبية، فلا تزال عمليات "طوفان الكرامة" أو ما تعرف إعلاميا معركة "تحرير طرابلس" في أوج اشتعالها، خاصة بعد أن أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني أنها تستعد لعملية كبيرة ستحصد فيها أرواح الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
معلومات كثيرة كشفت عنها قوات الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج قد تفتح الباب أمام تساؤلات لن تنتهي، وذلك بعد إعلان حكومة الوفاق الوطني حصولها على شحنات من الأسلحة والسيارات العسكرية، استعداداً للعملية الكبرى للقضاء على قوات حفتر، ليكون السؤال الأبرز هنا هل تخوض تركيا حرباً بالوكالة ضد مصر في ليبيا؟ أم أن ذلك الدعم ما هو إلا حجة للتواجد في الأراضي الليبية، ذلك ما سنعرفه من خلال التقرير التالي.
وصول مدرعات تركية إلى ليبيا
بدأت القصة بانتشار فيديوهات على حسابات تابعة لحكومة الوفاق الوطني لوصول المدرعة التركية من طراز (بي.إم.سي كيربي)، وقالت قناة ١٢٨ الليبية إن هذه المدرعات تركية الصنع، وقد وصلت إلى ميناء طرابلس مساء السبت.
ونشر "لواء الصمود" الليبي، التابع لحكومة الوفاق، والذي يقوده القيادي العسكري المعاقب دوليا، صلاح بادي، صورا عبر صفحته الرسمية في "فيسبوك"، تظهر لحظة إنزال السفينة لشحنتها من المدرعات البالغ عددها تقريبا، بحسب المقاطع، من 30 إلى 40 قطعة، فيما توعد بالقتال بها وإحداث فرق على الأرض.
وكانت الأمم المتحدة قد فرضت حظراً على تصدير الأسلحة إلى ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، ولكن هذا الحظر تعرض للخرق مرات عديدة، بحسب الأمم المتحدة.
تهديد يحدق بحدود مصر الغربية
وتشكل التهديدات القادمة من الحدود الغربية لمصر عبر ليبيا واحدة من مصادر التهديد للمصالح الوطنية والأمن القومي، والتي بدأت منذ اندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير 2011، وشكّلت خطرًا كبيرًا على دول الجوار الليبي الثلاث (مصر، تونس، الجزائر).
ويُعد الاتصال المتبادل بين الجماعات الإسلامية المسلحة عبر السلاح والتدريب للعمليات الإرهابية، من أهم المخاطر التي تتعرض لها الحدود المصرية- الليبية بشكل خاص، إذ تحولت بعض المناطق في شرق ليبيا، والتي تسيطر عليها جماعات جهادية إلى ملاذ آمن لبعض المنتمين للتيارات الإرهابية في مصر، خاصة بعد 30 يونيو.
وفي هذا الشأن يوضح الخبير الاستراتيجي، سمير غطاس، أنه هناك مراكز في ليبيا لتدريب الإرهابيين، وهو ما جعل من الدولة الحدودية الغربية لمصر، منفذًا لتهريب الأفراد الذين يدخلون عبر الحدود لتنفيذ عمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية.
وقال غطاس في تصريحات صحفية له إن ليبيا تعاني من انتشار أنواع كبيرة من تجار السلاح التي ترغب في استغلال التوتر الموجود علي الحدود، الأمر الذي يزيد من المخاطر والتهديدات التي تؤثر علي مصر في الجانب السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري.
ومع التدخل التركي في الأزمة بمعداتها العسكرية أصبح الأمر يعبر عن مواجهة غير مباشرة أو حربًا بالوكالة بين مصر وتركيا.
تخوض تركيا حرباً بالوكالة ضد مصر في ليبيا
ومع توتر الأوضاع على الأراضي الليبية، كشفت تقارير إعلامية عن أن القوات المسلحة المصرية قد دفعت بمدرعات ومعدات عسكرية إلى قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.ووفقًا لما جاء في التقارير فإن القوات المسلحة الليبية قد تلقت بالفعل دعمًا من نظيرتها المصرية بعد زيارة المشير خليفة حفتر للقاهرة منتصف شهر إبريل الماضي.
وفي تعليق على هذه الزيارة قال محمد حسن عامر الصحفي والباحث المهتم بالشأن الليبي في تصريحات صحفية إنها "زيارة للتقييم وإعادة التفكير".وصرح بأن الزيارة ترتبط بشكل وثيق بالعمليات العسكرية في طرابلس بعد نحو 10 أيام من انطلاقها للتقييم وإعادة النظر والتفكير في حسابات هذه المعركة.وأضاف: "من ناحية ما حققته هذه العملية على الأرض ومن ناحية ثانية تداعيات العملية على مسار التسوية السياسية للأزمة والذي يبدو أنه تعطل ومصر لا تريد ذلك"، تطورات الأزمة لا تزال متلاحقة ومع تدخل القوات التركية أصبح الأمر أكثر سوءً، فهل يتحول الأمن من حربًا بالوكالة بين مصر وتركيا إلى مواجهات مباشرة على الساحة الليبية؟ ذلك ما سوف تكشفه الأيام المقبلة.