تشتهر سلطنة عُمان بكثرة متاحفها ومعالمها التراثية والسياحية، تمثل مزاراً للسائحين طوال العام من مختلف دول العالم، وفي هذا السياق فإن المتاحف في سلطنة عُمان تمثل رافداً محورياً مهماً لدعم صناعة السياحة، إذ تشير الأرقام إلى أن عدد زوار المتاحف بالسلطنة في زيادة مستمرة بشكل سنوي حيث بلغ العام الماضي 2018 حوالي 368 ألف زائر، أي أكثر من ربع مليون، في الطريق إلى نصف المليون، وفق إشارات الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
تكشف هذه الأرقام عن الدور المحوري للمتاحف في دعم الاقتصاد الوطني واتجاهات الرؤية المستقبلية من خلال معرفة الأسباب التي تجعل زوارها يأتون إليها، وما هو الذي يرفع عدد هؤلاء الزوار أو ينقصهم وما هي الشرائح الزائرة وغيرها من الأمور.
كل ذلك يصب في تنمية السياحة المتعلقة بالمتاحف، والتراث بشكل عام، لأن المتحف هو بوابة إلى الحضارة وقيم الآباء والأجداد، ويدفع للتمسك بالهوية والاعتزاز بها.
وتشير الدراسات التاريخية إلى أن المتاحف وزيادة عددها في أي بلد، يعني أن ثمة نظرة استراتيجية إلى تراث هذا البلد وحضارته، ويعني أيضا ربط الأجيال بالحياة على مدار حقب في وطنهم، بما يعزز المعرفة الإنسانية بالحضارة وسيرة الأوائل وكفاحهم وكل ذلك يساعد في غرس العديد من القيم الإيجابية التي لا حصر لها.
ويشار هنا إلى أن سلطنة عُمان تحتفل في الثامن عشر من مايو من كل عام، باليوم العالمي للمتاحف، حيث تشارك العالم في هذه المناسبة الدولية، وإذ يهدف الاحتفال إلى توجيه الانتباه إلى أهمية هذه الصروح، أي المتاحف، ودورها على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية وغيرها.
ولا شك أن مثل هذه المناسبات تتيح إعادة التأمل والقراءة في البيانات والأرقام والتطبيقات على الواقع العملي، فأي فكر هو في النهاية محصلة تلاقح للأفكار الإنسانية الإيجابية ويتطور من خلالها.
وتعتبر الدراسات التربوية أن ربط الأطفال والأجيال الجديدة، بوجه خاص بأهمية المتحف وتعريفه بهذه البيئة يظل من المهام التربوية والتعليمية التي تصب في جوهر فلسفة التربية والتعليم في الدول التي تصنع مستقبلها من خلال ترتيب الثقافة والمعرفة ووضعهما في أولويات البناء والنهضة، وهذا ما تسير عليه سياسة سلطنة عُمان منذ بواكير السبعينيات في مسيرة النماء والتنمية الشاملة في كافة مناحي الحياة.