لا يمكن لأصحاب المهن الحرة الشاقة أن يتقاعس أحد منهم عن العمل يوما، إلا إذا كان ذلك خارجا عن إرادته، لأنه لا يمتلك إلا تلك الأموال التي يتحصل عليها من تلك المهنة ليقوم بالإنفاق منها على نفسه وأسرته.
ومهنة "الفران" تعتبر من أكثر المهن الشاقة التى يعمل بها كثير من الناس، ويعاني أصحاب تلك المهنة كثيرا في شهر رمضان الكريم، وخاصة في نهار رمضان، بسبب الصيام والإحساس بالعطش والجوع، والوقوف أمام لهيب النار الحارقة.
إفطار وسحور في المحل
يقول "أبو علي" 37 عاما، فران في سوهاج، إنه يعمل بتلك المهنة منذ زمن طويل وتعلمها عن والده رحمة الله عليه، ويقوم يوميا بالاستيقاظ مبكرا ويذهب إلى محل بيع الخبز لعمل العجينة وبدء العمل واستخراج الخبز وبيعه للناس.
ويضيف أن وقت العمل بشهر رمضان الكريم يبدأ بعد الواحدة ظهرا من كل يوم ويستمر حتى الواحدة من صباح نفس اليوم، ويقوم بالإفطار برفقة بعض العاملين الآخرين في المحل، وقد يتناول في بعض الأحيان السحور أيضا.
ويؤكد أن شهر رمضان له طابع خاص، و لكن ساعات العمل فيه مضاعفة أكثر من باقى الشهور، وأن كثيرا من الناس يرغبون في الخبز ساخنا، ويضيف أنه يعتمد على ما يتحصل عليه من هذا الشهر في تدبير نفقات الأسرة ومصروفات العيد نظرا لأنها أيام خير وكرم كبير من الله، وأن الأعياد تتطلب كسوة ومصاريف وخاصة طلبات الأبناء التي يجب تلبيتها.
ويستطرد "أبو علي" في الحديث قائلا إنه في بعض الأوقات تأتي زوجته بالإفطار له وزملائه في محل العمل، وأنه يشعر بالضيق لإفطاره كامل الشهر بعيدا عن زوجته واولاده ولكنهم يقدرون ذلك جيدا ويعلمون أن العمل الخاص تحكمه قوانين صعبة، ولا يريد أن يعرض نفسه لأن يفقد العمل الذي التحق به.
ويختتم حديثه قائلا: شهر رمضان رزقة واسع وحلو وليه نفحات خاصة وبيعدي بسرعة ويكفى اننا بنعيش شهر من التسامح والتعاملات الحسنة ما بين الناس والدعوات الطيبة والمستجابة.