تتباين المواقف في طهران وواشنطن بشأن التوترات الأخيرة، بين الاستعدادات الكاملة للحرب أو التفاوض، وهو الأمر الذي لم يحسم حتى الآن، إلا أن المؤشرات الأخيرة تشير إلى تغليب آلية التفاوض على آلة الحرب.
الاتفاق النووي
من جانبة قال الخبير القانوني والاستراتيجي، نزيه منصور، إن الإدارة الأمريكية تعيش الآن في مأزق، بعد التصعيد الذي توالى الأيام الماضية، والأضرار إلى الدخول في مفاوضات سياسية الفترة المقبلة، وأن ارتفاع الأصوات خلال الفترة الماضي كان من أجل تحقيق مكاسب سياسية، خاصة أنها انسحبت من الاتفاق النووي بشكل فردي.
وتابع أن الإدارة الأمريكية لا تريد الحرب، وفي ذات الوقت تأبى العودة للاتفاق النووي 5+1، وهو ما يجعلها تمارس تلك الضغوط لتحقيق الأهداف السياسية المرجوة بالنسبة لها.
واستطرد أن التوترات التي تسببت فيها واشنطن الفترة الماضية بمنطقة الخليج، ألحقت الضرر بالخليج أكثر من إيران، التي لم تتراجع طوال الفترات الماضية، وهو ما يشير إلى أنها لن تتراجع الفترة المقبلة.
الدور الروسي
وأشار إلى أن روسيا أصبحت الأكثر قدرة على لعب دور الوساطة في الأزمة، وخفض حدة التوتر في المنطقة نظرا لتواصلها مع كافة الأطراف ووجودها في الاتفاق النووي.
وشدد على صعوبة استمرار حالة اللاسلم واللاحرب، خاصة في ظل استمرار التوتر وتمسك الجانب الإيراني بعدم الخضوع للشروط الأمريكية، وتماسك الجبهة الداخلية في الجمهورية الإسلامية، خاصة في ظل مساعي الإدارة الأمريكية لتفكيك الداخل الإيراني عبر اللعب على وتر القوميات والعرقيات والمناطقية، كما حدث في العديد من الدول.
واستطرد أنه ما يحدث في منطقة الخليج له علاقة بصفقة القرن، خاصة أن محور المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا يعارضون تلك الصفقة، وأن الضغوط التي تمارس الآن تهدف لتمرير الصفقة، وهو ما سيضع إيران ومحور المقاومة في مأزق داخلي حال الموافقة على تمرير الصفقة.
وقال فيرشينين للصحفيين على هامش مؤتمر ليخاتشوف العلمي التاسع عشر الدولي في سان بطرسبرغ، رداً على سؤال حول الوساطة المحتملة بين الدول العربية وإيران: "ليس من المناسب أن تكون وسيطا لشيء لم يوجد بعد".
إرسال قوات إضافية
قال مسؤولان أمريكيان لـ"رويترز"، أمس الأربعاء، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تدرس طلبا من الجيش لإرسال نحو 5000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط وسط تزايد التوتر مع إيران.
وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما إن القيادة المركزية الأمريكية هي التي قدمت الطلب، لكنهما أضافا أنه ليس من الواضح ما إذا كان البنتاغون سيوافق على الطلب.
حاملة طائرات
وأرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط تضمنت حاملة طائرات وقاذفات من طراز (بي — 52)، وصواريخ باتريوت، في استعراض للقوة في مواجهة ما يقول مسؤولون من الولايات المتحدة إنه تهديدات إيرانية للقوات والمصالح الأمريكية في المنطقة.
الاتفاق النووي
اقرأ أيضا..الشرطة البريطانية: إغلاق شارع وايت هول في لندن لأسباب أمنية
وأبرمت إيران مع الدول الكبرى "5 + 1" (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، بالإضافة إلى ألمانيا) اتفاقا تاريخيا لتسوية الخلافات حول برنامجها النووي، في يوليو 2015، إلا أن الولايات المتحدة أعلنت عن انسحابها من الاتفاق، يوم 8 مايو من عام 2018، وإعادة فرض جميع العقوبات ضد طهران، بما في ذلك والعقوبات الثانوية، ضد الدول الأخرى، التي تتعامل مع إيران.