يكرر عدد من الوعاظ حديث أتاكم رمضان شهر بركة فيه معنى أن الله يباهي الملائكة بالناس ، وجاء في الحديث : فيه خير يغشاكم الله فينزل الرحمة ويحط فيها الخطايا ، ويستحب فيها الدعوة ، ينظر الله إلى تنافسكم ويباهيكم بملائكة ، فأروا الله من أنفسكم خيرا ، فإن الشقي كل الشقي من حرم فيه رحمة الله، ويسأل عدد من المسملين عن معنى يباهي الملائكة بالناس وعن الكيفية التي يباهي بها الله سبحانه وتعالى الملائكة بخلقه من الناس، وحول هذا الحديث يذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الحديث موضوع وفي سند هذا الحديث علة هو محمد بن قيس ، فإنه كذاب ، واسمه محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي الشهير بالمصلوب ، وقتله أبو جعفر في الزندقة .
مفاجأة الله لايباهي الملائكة بالناس في رمضان هذه هى الحقيقة
وحول الحديث الذي جاء فيه أن الله يباهي الملائكة بالناس قال أبو داود عن أحمد بن حنبل : كان يضع الحديث عمدا وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : منكر الحديث وليس هو كما قالوا صلب في الزندقة ولكنه منكر الحديث وقال البخاري : ترك حديثه وقال النسائي : الكذابون المعروفون بوضع الحديث أربعة : إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة , والواقدي ببغداد ومقاتل بن
سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام، وقال الشيخ الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" أن هذا الحديث موضوع ، وذهب علماء الحديث إلى أن أفضل من هذا الحديث الموضوع ، حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، الذي أخرجه النسائي في "سننه" تحت رقم 2106 ، وأحمد في "مسنده" تحت رقم 7148 ، وعبد بن حميد في "مسنده" تحت رقم 1429 ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" تحت رقم 8867 ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما حضر رمضان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه : أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ، والحديث في إسناده انقطاع ، بين أبي قلابة الجرمي ، وأبي هريرة رضي الله عنه ، فروايته عنه مرسلة ، كما ذكره العلائي وغيره .