لم يتوقع في ذلك الوقت البعيد أن هذه اللقطة ستحدث كل هذا الدوي في العالم أجمع، حيث التقطت له هذه الصورة واقفا على خط بارليف رافعا يديه.. في اليمنى سلاحه وباليسرى يشير بعلامة النصر، وعلى وجهه علامات النصر والفرحة التى ما بعدها فرحة.
إنه البطل عبدالرحمن أحمد عبداللاه القاضي، الذى وافته المنية أمس الخميس، في صمت، الذى ولد بمدينة المراغة شمال محافظة سوهاج، وترعرع بها، وهو أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، صاحب أشهر صورة على الجبهة، وحرب أكتوبر والتى تناقلتها الصحف العالمية آنذاك.
بطل حرب أكتوبر عبدالرحمن القاضي
تم تجنيده في 4 أكتوبر 1967 بسلاح المدرعات، ثم انضم للكتيبة 212 الفرقة 19 مشاة، والتي كان مقرها بالكيلو 16 طريق القاهرة السويس، حيث عايش حرب الاستنزاف ومبادرة روجرز ووقف إطلاق النار.
أكمل عمله بعد خروجه من الجيش في التربية والتعليم، وكان موجها بالمرحلة الابتدائية بإدارة المراغة التعليمية، وأنجب 5 أبناء من بينهم ولد وحيد "علي" موظف بشركة أدوية، و4 بنات هن صفاء وإيمان وعلياء وزهراء.
بطل حرب أكتوبر عبدالرحمن القاضي
تروى ابنته صفاء، أن والدها كان رجلا محبا للجميع ويحبه الآخرون، وسمعته طيبة ويسعى كثيرا في الخير، وأضافت أنه توفى فجر يوم الخميس الماضى، ولم يكن مريضا وكان يتمنى أن يلقى الله في شهر رمضان الذي شهد انتصارات الجيش المصري في أكتوبر 73 وكان يفخر كثيرا بأنه أحد جنود حرب أكتوبر المجيدة.
وتضيف "مي محمد صلاح " حفيدتة، والطالبة بكلية التربية بجامعة سوهاج أن جدها كان دوره "جندي اتصالات"، يتولى مسؤولية اتصالات الكتيبة، ومد خطوط الاتصالات اللا سلكية، وكان دائما فخورا بأنه من أبطال أكتوبر وشارك في العديد من الحروب الاخري.