احتفلت وزارة الأوقاف بفتح مكة بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) عقب صلاة التراويح، بحضور الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني، والشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة، ولفيف من قيادات الوزارة.
وفي كلمته أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أننا نعيش في رحاب أيام وليال عظيمة في شهر رمضان، احتفلنا بيوم بدر، واليوم نحتفي بفتح مكة، وفي غضون العشر الأواخر من رمضان تحتفل الدولة المصرية بليلة القدر وتكريم حفظة القرآن الكريم، مما يؤكد أننا عند كل مناسبة دينية نقف معها لنعظم شعائر الله تعالى، ونعمل على نشر صحيح الإسلام، وذلك في مواجهة الإفراط والتفريط والغلو والتقصير، مبينا معاليه أن رمضان شهر القرآن، وعندما تحدثت السيدة عائشة (رضي الله تعالى عنها) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت: كان خلقه القرآن، ووصفته قائلة: كان قرآنا يمشي على الأرض.
وأوضح أننا يجب أن نستلهم الدروس والعبر من سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومن أهمها: فضل التسامح ، مستشهدا بما فعله النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهل مكة عندما دخلها فاتحا منتصرا ، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) تحمل من أهل مكة ما لم يتحمله أحد، وعندما تمكن منهم جميعهم قال لهم: “ما تظنون أني فاعل بكم ؟، قالوا: خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم”، فقال (صلى الله عليه وسلم) قولته المشهورة: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، وهو ما يجسد قيمة التسامح في أسمى معانيها، فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) حريصا على حقن الدماء والسلم والتسامح، مؤكدا أن هذه الرحمة هي التي سمَت بالرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى أعلى الدرجات، فديننا دين الأخلاق والمكارم، ولنا في النبي (صلى الله عليه وسلم) الأسوة الحسنة لقوله صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
وفي سياق متصل أكد أننا مقبلون على العشر الأواخر من رمضان وفيها ليلة القدر ، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) علمنا أن نلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر والتي تبدأ بهذه الليلة المباركة، لذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله بالقيام والذكر والدعاء، وأيقظ أهله للعبادة، فحثهم على الاجتهاد في الطاعة والعبادة.
وفي نهاية كلمته أكد أننا لا بد أن نعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، فالتطرف والإرهاب الذي ترتكبه بعض الجماعات هو عبارة عن قراءة خاطئة للنصوص الدينية، وهذا يتطلب منا ضرورة المواصلة في قراءة جديدة للتراث بفهم مستنير، والهدف منه فهم حقيقة هذا الدين السمح الذي لا غلو فيه ولا جمود.