يسأل بعض المسلمين عن وقت إخراج زكاة المال وهل الأنسب لها أن يتم إخراج الزكاة في رمضان أفضل من إخراجها في غيره من الأشهر؟ حول هذا السؤال ذهب جمهور من الفقهاء إلى أن زكاة المال ما إذا حال عليها الحول وجب إخراجها إلا أن تكون زكاة زروع فيجب إخراج زكاة الزروع يوم الحصاد لقوله تعالى وذلك لقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام : واتوا حقه يوم حصاده ، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه من الواجب إخراج زكاة المال أول ما يحول الحول لقوله تعالى في سورة الحديد : ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض )
وقد ذهب جمهور من العلماء إلى أنه لا يجوز تأخير الزكاة بعد حلول موعدها إلا لعذر، كما يجوز إخراج الزكاة قبل انتهاء الحول بطريق التعجيل، وتعجل الزكاة هو أداؤها قبل موعدها بحولين فأقل ، ومما ورد في هذا الشأن عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم : تعجل من العباس صدقة سنتين، وفي رواية عن علي أن العباس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له في ذلك، وقد ذهب جمهور من العلماء إلى أن الصدقة والإحسان إلى الناس بالمال في رمضان أفضل من غيره من الشهور، وقد ذهب جمهور من الفقهاء إلى من كانت زكاته في رمضان ، أو بعد رمضان ولكنه أخرجها في رمضان متعجلا ليدرك فضيلة الزكاة في رمضان فإن هذا لا بأس به . أما إن كانت زكاته تجب قبل رمضان ( كشهر رجب مثلا ) فأخرها حتى يخرجها في رمضان فإن هذا لا يجوز لأنه لا يجوز تأخير الزكاة عن وقتها إلا لعذر، كما قد يعرض من الأسباب ما يجعل إخراج الزكاة في غير رمضان أفضل من إخراجها في رمضان . كما لو حدثت كارثة عامة أو مجاعة في بعض بلاد المسلمين كان إخراج الزكاة في هذا الوقت أفضل من كونها في رمضان . وكما لو كان كثير من الناس يخرجون زكاتهم في رمضان فتسد حاجات الفقراء ، ثم لا يجد الفقراء من يعطيهم في غير رمضان فهنا إخراجها في غير رمضان أفضل ولو أدى ذلك إلى تأخير الزكاة عن وقتها ، مراعاة لمصلحة الفقراء .