اعلان

أرقام "الجمارك" تدق ناقوس الخطر.. "مصر الزراعية" تستورد خضروات بـ60 مليار جنيه.. "الغرف التجارية": 90% من الفواكه يتم استيرادها من الخارج.. و"الإحصاء": المساحة المزروعة زادت 1.1 % خلال 3 أعوام

مصر بلد زراعى فى كتب «التاريخ» فقط.. أين يذهب «خير الفلاح»؟

في تقرير صادم لمصلحة الجمارك عن واردات مصر، كشفت أن مصر استوردت سلعا غذائية خلال عام 2018 بحوالى 227 مليارا و714 مليون جنيه، ما عده البعض أنه رقم مبالغ فيه للغاية، خاصة أن أغلب الواردات من الخضروات والفواكه، حيث تتصدر قائمة الواردات رسائل الخضروات الطازجة والمحفوظة والمجمدة بحوالي 60 مليار جنيه لعام 2018، مما جعل البعض يستغرب من هذه الأرقام خاصة أن مصر بلد زراعي في الأساس وبالتالي يجب ألا يحدث فجوة زراعية في ظل ما تعانيه الدولة من ظروف اقتصادية.

وزير الزراعة الأسبق: يجب إرشاد الفلاحين لزراعة المحاصيل التى نحتاجها.. والدولة في اتجاه الاكتفاء الذاتى

ويقول صلاح يوسف وزير الزراعة الأسبق، أن هذا رقما صعبا جدا في دولة بحجم مصر التي من المفترض أن تكون بلدا زراعيا، ويجب أن يكون هناك رأي عام يرشد الفلاحين لزراعة المحاصيل التي نحتاجها، وذلك يتم بالتعاون مع وزارة الزراعة، مؤكدا أنه يجب مساعدة الفلاح في التسويق لأنه في النهاية الفلاح يزرع المحصول ليتكسب من وراءه فإذا انعدم المكسب صرف الفلاح النظر عن الزراعة، وخاصة في المحاصيل التي تحتاجها الدولة.

وأضاف يوسف، في تصريحات لـ«أهل مصر»، أنه يجب على الدولة أن توازن بين الأسعار العالمية وأسعار الاستيراد، ويجب أيضا أن تحمي الدولة منتجها المحلي من خلال الدعم الذي يوجه إلى الفلاح البسيط، لافتا إلى أنه هناك عددا من المشروعات الوطنية ساعدت في تقليص الفجوة الزراعية الموجود ومازلنا ننتظر الكثير مثل مشروع الألف صوبة، والمشاريع التي تقام في الصحراء الآن لزراعة عدد من المحاصيل التي نحتاجها.

وتابع وزير الزراعة الأسبق، أن الدولة تحاول بشتى الطرق إيجاد منافذ جديدة للزراعة، وأن هناك سياسة جديدة تتبعها الدولة ستسهم في تقليل الفجوة الزراعية الموجودة على المستوى القريب وأعتقد أن هذا سيحدث قريبا جدا.

«زراعة النواب»: الفلاح «مظلوم».. والأرقام «مفزعة»

ويقول محمد عبد الحليم، عضو اللجنة الزراعية بمجلس النواب، إن مصر بلد زراعي وهذا ليس شيئا جيدا على الإطلاق ويجب أن تفطن وزارة الزراعة لهذا الأمر ودعم الفلاح لزراعية المحاصيل التي نستوردها من خلال تعويضه بمبالغ مالية يستطيع من خلالها أن يزرع كيفما شاء، ولكن ما يحدث عكس ذلك، فالفلاح «مظلوم» لأنه لا يجد مكسبا من وراء زراعته.

وأضاف عبد الحليم، لـ«أهل مصر»، أننا في البرلمان طالبنا أكثر من مرة وزارة الزراعة بدعم الفلاح لزراعة المحاصيل التي تستوردها مصر لتقليص هذا العدد الكبير، ولكن للأسف وزارة الزراعة لا يوجد لها سياسة معلنة في هذا الأمر، وبالتالي تحدث فجوة زراعية ونستورد أنصاف كثيرة، لافتا إلى الفلاح أصبحت تهون عليه الأرض ولا يهتم بزراعتها مثلما كان في السابق، وأصبح يقوم بالبناء عليها مخالفا وهذا ما نراه الآن.

وطالب عضو زراعة البرلمان، بمخطط وطني لتضييق هذه الفجوة الزراعية وهذا لا يتم إلا بإرادة سياسية، وأعتقد أننا بدأنا جديا في هذه الخطوات، ويجب دعم الفلاح من كل الاتجاهات سواء في الأسعار والمبيدات وغيرها.

وتابع، أننا نستورد أيضا مستلزمات الأعلاف بطريقة كبير للغاية وليست محاصيل فقط، وهذا شىء يؤرق الفلاح ويجعل الأسعار ليست في متناوله على الإطلاق، وهذه أشياء يندى لها الجبين، مؤكدا أن تقرير مصلحة الجمارك يدق ناقوس الخطر، ويوحى بأن الفلاح يعمل دون أجر وزراعته ليس وراءها أي ربح على الإطلاق.

«الغرف التجارية»: 90 من الفواكه يتم استيرادها من الخارج

وقال يحيى السنى، رئيس شعبة الخضروات والفواكه بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن أكثر ما نستورده هي الفواكه وعلى رأسها التفاح ويتم استيراده من أوروبا والخضروات نستوردها بشكل أقل وأحيانا نصدر خضروات في بعضا الأوقات، وأن 90 % من الفواكه يتم استيرادها من الخارج باستثناء الموز المحل والبرتقال المحلي.

وأضاف السنى، في تصريحاته لـ«أهل مصر»، أن الموسم المقبل هناك أصناف جديدة نعمل على زيادتها مثل «الكانتلوب» والخوخ وبعض الفواكه الأخرى لكي يتم سد العجز خلال الأيام المقبلة.

نقيب الزراعيين: السيسى يعمل على سد الفجوة الزراعية

التقرير أوضح أيضا أن مصر تستورد حبوب الشوفان، والذرة، والدقيق، وفول الصويا بقيمة 53 مليار جنيه، ثم رسائل الأقماح بقيمة 42 مليارا و350 مليون جنيه، وفى هذا يقول سيد خليفة، نقيب الزراعيين، إننا نستورد حبوب القمح والفول الصويا والأرز وبعض من البقوليات بنسبة كبير جدا من عدة دول أوروبية، وهذا يرجع إلى نسبة الزيادة السكانية التي تعاني منها مصر سنويا، إذا تزيد مصر سنويا حوالي 2.5 مليون نسمة، وهذا يحدث مشكلة في توافر المحاصيل الزراعية، ومن أجل ذلك أطلق الرئيس السيسي في ولايتيه الأولى والثانية حزمة من المشروعات الزراعية تستهدف سد الفجوة الحاصلة الآن وأبرزها المليون ونصف فدان ومزارع الإنتاج الحيواني والمزارع السمكية، وبالتالي كان لابد من البحث عن التوسع في مشروعات الاستصلاح الزراعي لكي توفر المحاصيل لهذا العدد الكبير من المواطنين.

وأضاف خليفة، في تصريحات لـ«أهل مصر»، أننا نحتاج إلى مراجعة السياسات الزراعية قدر المستطاع وعمل خريطة زراعية لأبرز المحاصيل التي نستهلكها والتوسع في زراعتها، وهذا يتم عبر التعاون بين وزارات التموين والزراعة والتجارة الخارجية لكي يتم معرفة احتياجات المواطنين وتوفيرها، وأظن أن أغلبها الفول والعدس، لذلك يجب أن تفعل الدولة تعاقدات مع المزارعين بأجور مجزية والتزام بها من الطرفين حتى نقضي على كثرة الاستيراد من هذه الأنواع.

وتابع نقيب الزراعين، أن المحاصيل الاستراتيجية التي نستوردها هي القمح والأرز والذرة الصفراء والفول والعدس، لذلك يجب وضع خريطة لهذه المحاصيل من أجل تقليل الاستيراد، مطالبا أن يكون هناك توجه لسياسة زراعية رشيدة.

«الإحصاء»: مساحة مصر المزروعة زادت 1.1 % خلال 3 أعوام

الغريب أنه قبل إصدار مصلحة الجمارك لتقريرها عن حجم الواردات، كان الجهاز المركز للتعبئة والإحصاء قد أصدر بيانا قال فيه إن مساحة مصر المزروعة خلال 3 أعوام قد زادت بنسبة 1.1 %.

وتضمن بيان «الإحصاء» عددا من المؤشرات الأخرى حول الكميات المزروعة من بعض المحاصيل، والتى جاءت كالتالى، وبلغت مسـاحة محصــول الطماطم 440.2 ألف فدان عام 2015/ 2016، مقابـل 468.5 ألف فـدان عـــام 2014/ 2015، بانخفـاض بلغ نسبـته 6.0%، وبلغت كــمـية الإنتاج 7.3 مليـــون طـــن عـــــام 2015/ 2016، مقابـل 7.7 مليـــون طــن عام 2014/ 2015، بانخفــاض بلغ نسبـته 5.4%.

وأضاف بيان الإحصاء، أن مساحــة محصول البطـاطس بلغت 376.6 ألف فـدان عـام 2015/2016، مقابل 437.4 ألف فدان عام 2014/ 2015، بانخفاض بلغ نسبـته 13.9%، وبلغت كمية الإنتـاج 4.1 مليــون طن عـام 2015/ 2016، مقـــابـل 5.0 مليــون طــن عام 2014/ 2015 بانخفـاض بلغ نسبـته 17.0%.

تقرير مصلحة الجمارك أيضا كشف عن أن مصر تستورد رسائل حيوانات حية ولحوم وأسماك طازجة ومجمدة وقشريات ورخويات بقيمة 27 مليارا و766 مليون جنيه في العام الواحد.

شعبة اللحوم: نستورد 60 % بسبب زيادة السكان.. ويجب زيادة الإنتاج المحلى

محمد وهبة، رئيس شعبة اللحوم بغرفة القاهرة التجارية، قال إن استيراد اللحوم يتم بشكل كبير بنسبة 60 % من استهلاك المواطنين من اللحوم الحية والمجمدة، وهذا يرجع إلى الزيادة السكانية كل عام.

وأضاف وهبة، في تصريحات لـ«أهل مصر»، أنه لابد من زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم وتقليل الاستيراد من الخارج، وبالفعل هذا يتم الآن ضمن أكثر من مشروع وطني لإنتاج اللحوم، وأهمها مشروع البتلو، وذلك يضمن الحفاظ على الثروة الحيوانية وزيادتها، متابعا أن اللحوم الأساسية التي يستهلكها المصريون هو «الكندوز» سواء في التربية أو الشراء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
رئيس الوزراء: الدولة تستهدف الوصول لصادرات تتجاوز 145 مليار دولار في 2030