اعلان

الأوقاف تشحذ همم المصريين.. ملتقى الفكر الإسلامي يناقش قضية "إتقان العمل".. وعلماء الوزارة: يجب الأخذ بالأسباب والاجتهاد والشعور بالمسئولية

ملتقى الفكر الإسلامي

في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير والتوعية بقضايا الدين والمجتمع , وغرس القيم الإسلامية النبيلة ، والأخلاق الطيبة الحميدة ، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية، نظمت وزارة الأوقاف لقاءً علميًّا بعنوان: ” الاحتراف والإتقان في العمل” وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة ، حاضر فيه كل من: الدكتور محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر , والدكتور على الله الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، بحضور عدد من قيادات الوزارة ، وبعض من السادة الأئمة , وجمع غفير من الجمهور، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وآسيوية .

وفي كلمته أكد الدكتور محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن الإسلام يدعو المسلم إلى العمل والإتقان وعدم الفتور والكسل ، قال تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ , فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” , فأضاف الإسلام قيمة عظيمة للعمل , حيث ذكره بعد ركن من أركان الإسلام وهي الصلاة , مبينًا أنه على المسلم أن يكون إنسانا إيجابيّا فيؤدي صلاته ، وينطلق في هذه الدنيا نشيطا , طالبا الرزق من الله (تعالى) , فقد كان سيدنا عراك بن مالك (رضي الله عنه) بعد أن ينتهي من صلاة الجمعة يقول :”اللهم إني أجبت دعوتك ، وصليت فريضتك ، وانتشرت كما أمرتني ، فارزقني من فضلك فأنت خير الرازقين” , مبينا أن الإسلام حث على إتقان العمل , وأمر العامل أن يتحرّى الدقّة والإتقان في عمله , قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :”إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ ” , كما أكد سيادته أن العمل أساس لطلب الرزق ، وعبادة لله (تعالى) , قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) :” لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول : اللهم ارزقني , وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضةً” , فالإيمان ليس بالتمني ولكنه ما وقر في القلب وصدقه العمل.

كما بين أن الإسلام ربط قيمة العمل وثوابه بحسنه وجودته ، وليس مجرد العمل فقط ، قال تعالى:” إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا” , ولا يكون ذلك إلا بترسيخ قيمة المراقبة لله (تعالى)، وأن الله مطلع عليه , ناظر إليه , والعمل المتقن يقوم على التخطيط والدراسة المستوفية.

وفي كلمته أكد الدكتور على الله الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) أن إتقان العمل من الأمور التي حث الإسلام عليها، وأمر بها ، قال تعالى:” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”، فالله مطّلع على العمل وحقيقته .

كما بين أن العمل المتقن لا بد أن يقوم على الشعور بالمسئولية , والمراقبة لله (تعالى) , والأخذ بالأسباب , واحترام التخصص , والاجتهاد والإخلاص , فإذا تحققت هذه الأمور كان الإنسان على قدر الاستخلاف في الأرض , مستدلا بما حدث مع سيدنا عبد الرحمن بن عوف في الهجرة , حيث عُرض عليه المال ، والزواج ، لكنه قال: دلوني على السوق , فما هي إلا أشهر معدودات وصار من أغنى أهل المدينة ، وأكثرهم مالا بفضل عمله , وإتقانه , وصدقه , وأمانته.

وفي ختام كلمته فرق بين التوكل والتواكل ؛ فالتوكل أن تأخذ بالأسباب , وتبذل قصارى جهدك في تحصيلها ثم تترك النتائج لله ( عز وجل), أما ترك الأسباب وعدم الأخذ بها ، وانتظار النتائج فهو التواكل ، فالسماء لا تمطر ذهبًا ولا فضةً , وقد استخلف الله الإنسان ليعمر الأرض ، ولا يمكن إلا بالعمل المتقن ، قال تعالى: “هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا”.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً