كانت الساعة تشير عقاربها إلى الثانية عشرة من مساء الأحد الماضي، صمت يقطعه أصوات الأهالي، عندما امتلأت المقاهي الموجودة بمحيط ميدان الساعة فى منطقة فيصل بالجيزة انتظارًا لانطلاق مباراة الزمالك ونهضة بركان المغربي في نهائي الكونفدرالية، وهو الوقت الذي استغله الجناة للدخول لشقة الدكتور "نجيب محمد طاهر"، يمني الجنسية للتخلص منه عن طريق الخنق واستولوا على 68 ألف جنيه و500 دولار و12 ألف دينار يمني، وفرا هاربين والتقيا بالسمسار وتقاسموا الأموال وفروا هاربين.
اقرأ أيضًا.. مدرس يذبح نجل شقيقته في مشاجرة نشبت بينهما بالوراق
"أهل مصر"؛ انتقلت إلى شارع حامد السيد بمنطقة ميدان الساعة بفيصل بالجيزة، تكشف تفاصيل الجريمة، التي استيقظوا عليها السكان، وفور دخول المنطقة، وبالتحديد عند الشارع الرئيسي الذي يقطن فيه الدكتور اليمني، عقارات عالية مُعلقًا عليها الزينة والفوانيس احتفالًا بشهر رمضان 2019، ويجلس أمامهم رجال تتراوح أعمارهم ما بين الستين والسبعين عامًا، تتلاعب على وجوههم علامة الحيرة والتساؤلات تدور في أذهانهم، وتخرج منهم ألفاظ غريبة تجعلك تتوقف قليلًا لتتعرف على ما بينهم.
الطبيب اليمني المقتول على يد سماسرة فيصل
من بين هولاء "حسن" صاحب الـ33 عامًا يمتلك محل سوبر ماركت مجاور للعقار الذي يقطن فيه الطبيب اليمني، مضجعًا في جانب من الجالسين، وتتلاعب عيناه يمينًا ويسارًا في الشارع، وبسؤاله عن الجريمة بدأ حديثة لمحرري "أهل مصر" قائلاً: "أنا كنت في المحل وسمعت إن واحد يمنى اتقتل فى العمارة دي وأن المجني عليه لم يخالط أحد من ساعة ما حضر للمنطقة، وأن أغلب أهالي المنطقة لم يعرفوه إلا بعد حضور قوات الشرطة للمكان وحمل جثته لسيارة الإسعاف".
ويضيف "يوسف.خ" نجل حارس العقار يبلغ من العمر 16 سنة: "لسه جاي المنطقة من 20 يوم ومحدش يعرف عنه حاجة، الوقت اللي كنت بشوفه فيه كان برفقة 2 سماسرة، كانوا بيشتغلوا معه، لأنه كان بيوضب شقته لأنه اشتراها جديد"، وخمن "يوسف" أن المتهمين بارتكاب الواقعة، كانوا على علم سر حول حياة الطبيب مكملاً: "قبل الواقعة بعدة أيام وصل الدكتور وكان معه سمسار يعمل معه وذهبت معهم لحمل كيس مهملات من داخل شقته، وعندما طلب السمسار منه دخول حجرة في أخر الشقة، قام مفزعًا ورفض الدخول وقال له مش ينفع تدخل الأوضة دي لأن فيها أسراري".
اقرأ أيضًا.. المتهمون بقتل الطبيب اليمني ببولاق أمام النيابة: "قتلناه عشان محتاجين فلوس للعيد"
ولفت "إبراهيم" المكوجي الذي يجاور العقار الذى شهد الواقعة: "يوم الحادث حضر أحد أقارب المجني عليه بعد صلاة العصر، وصعد إلى الطابق الثالث الذي يقطن فيه المجني عليه، وقام بطرق الباب دون إستجابة من المجني عليه، فقام بالنداء علي عم خالد "حارس العقار"، ليحضر له مفتاح أخر للشقة، وفي وقت قيامه بفتح باب الشقة،وهنا كانت الفاجعة عندما وجدو الطبيب "نجيب م." جثة هامدة به آثار خنق وتم إبلاغ رجال الشرطة وتم نقل الجثة إلى المستشفى".
محرر أهل مصر مع الجيران
وأضاف الشاهد: "أن المجني عليه حيث كان يستعين ببعض العمال في تشطيب الشقة التي يقطنها، وقبل الحادث بحوالي يومين قام بشراء مرتبة وسجاده، وكان دائما يأتي لشراء بعض مستلزماته من السوبر ماركت الذي أملكه، ماكنتش أعرف أنه يمني غير بعد الحادث، يوم الحادث حضر رجال الشرطة وقاموا بالتحفظ على الكاميرات العقار والشوارع المجاورة".
وتابع "محمد علي " 32 أحد سكان المنطقة: "خرجت من المنزل برفقة بعض أصدقائي لمشاهدة مباراة الزمالك، على أحد المقاهي المجاورة للمنزل، وأثناء عودتنا من سماع المباراة، شاهدنا سيارات الشرطة وتجمع عدد كبير من أهل المنطقة، وبعدها عرفنا أن الطبيب الذي يقطن في الطابق الثالث تم العثور عليه مخنوق داخل شقته ومكبل الأيد وبعده تم الاتصال بأهل المجني عليه»
بداية الواقعة كانت بتلقى العميد شامل عزيز، مأمور قسم بولاق الدكرور، صباح يوم الأحد الماضي، بلاغًا من"نزار.ع.م.ط" يفيد بعثوره على شقيق والده داخل شقته بميدان الساعة بمنطقة فيصل، دائرة القسم، على الفور انتقلت قوة أمنية إلى محل البلاغ، بقيادة المقدم محمد الجوهري، رئيس المباحث، والرائد مجدي عوض، والنقباء أحمد مندور، وكريم عبد الرازق معاوني المباحث.
العقار الذي شهد الجريمة
وبالفحص والمعاينة تبين أن الجثة لدكتور يدعى "نجيب محمد طاهر محمد"، يحمل الجنسية اليمنية، يقيم بشقة ملكه في الطابق الثالث تحمل رقم "6" بعقار مكون من "12" طابقًا كائن بشارع حامد السيد بمنطقة ميدان الساعة فيصل دائرة القسم، وبها آثار خنق، يرتدي ملابسه كاملة، ومكتف اليدين مع وجود شريط لاصق على فمه، ملقى على الأرض، كما تبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة ويقيم بمفرده بالشقة، وسرقة مبلغ مالي.
وأضافت التحريات، أن المجني عليه حضر من اليمن إلى مصر منذ شهرين ونصف، ثم قرر شراء شقة، وبالفعل اتفق مع أحد أصحاب العقارات على شراء شقة سكنية، ثم بعد أن انتهى من الشراء.
بدأ في تشطيب وتجهيز الشقة للإقامة فيها، كما تبين أنه كان ينوي شراء شقة أخرى، على الفور شكّل اللواء محمد الألفي، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، فريق بحث بقيادة العقيد محمد الشاذلي، مفتش القطاع، والمقدم محمد الجوهري رئيس المباحث، والرائد مجدي عوض، والنقباء أحمد مندور، وأيمن سكوري، وكريم عبد الرازق، وأحمد أبو رحمة معاوني المباحث، لكشف ملابسات الواقعة من خلال فحص المترددين على المنزل خلال الساعات الماضية وتفريغ كاميرات المراقبة القريبة من العقار، وسماع أقوال الجيران.
وبعد أن قام فريق البحث المشكل تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير مباحث الجيزة، بتفريغ كاميرات المراقبة القريبة من العقار، تبين دخول شخصين مجهولين إلى المنزل قبل صلاة الفجر، وبتقنين الإجراءات تمكن رجال المباحث من تحديد هويتهم، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة، 5 أشخاص من بينهم 2 سماسرة عقارات، و2 بوابين عمارات، وعقب تقنين الإجراءات من البحث وكشف غموض الواقعة تمكنت قوة أمنية من القبض عليهم بعد مرور 4 أيام على الواقعة، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة بهدف سرقة المجني عليه، حُرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات التي أمرت بحبسهم 4 أيام.