أتت أيام العتق من النار في شهر رمضان الفضيل الذي هو على أعتاب الرحيل، ويقدس المسلمون هذه الأيام تقديسا خاصا لينالوا الرضا والرضوان من الله عز وجل، ولا شك أن المصريين يلجأون إلى الله في هذه الأيام كحال المسلمين جميعاً في شتى بقاع الأرض، فيواظبون ويحرصون على صلاة التهجد وقيام الليل في جماعة بأقرب مسجد قريب منهم.
ولا يخلو موسم رمضاني من الجدل المصاحب للعشر الأيام الأواخر فيما يتعلق بمكبرات الصوت وفتح المساجد لصلاة التهجد إذ يستغل ذلك بعض الجماعات السلفية والجمعيات الشرعية للسيطرة على. المساجد في هذه الأيام.
وخلال الأيام الأولى من العشر الأواخر، لجأ السلفيون كعادتهم إلى استقطاب المصلين في هذه الأيام بل تطور الأمر ببعضهم إلى استغلال حاجة البسطاء في جنح من الليل.
الأوقاف بدورها، كانت بالمرصاد، وأكدت أنها لن تسمح أبدا بسيطرة اي فصيل على أي مسجد في كافة أنحاء الجمهورية، وأنها أعدت ما يقرب من 3500 مسجد للاعتكاف وصلاة التهجد.
وقال جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أن التعليمات بشأن التهجد والاعتكاف كما هى من العام الماضي، موضحا أن الاعتكاف هذا العام غير مشروط ويجب أن يراعى المعتكفون حرمة المساجد وألا تستخدم بيوت الله في أغراض عكس ذلك.
وأضاف طايع لـ«أهل مصر»، أنه فيما يتعلق بتشغيل مكبرات الصوت في صلاة التهجد، فإن الوزارة لن تسمح بذلك أبدا من أجل أصحاب الأمراض وذوى الحاجة، مؤكداً أن المساجد الكبرى مفتوحة أمام المصلين لصلاة التهجد والاعتكاف.
وعن قراءة القرآن بجزء في التهجد، قال الدكتور نوح العيسوى، وكيل الوزارة لشئون المساجد، إننا لا نفرض على أحد الصلاة بجزء في صلاة التهجد وأن الأمر متروك بالاتفاق بين الأهالي والأئمة حتى لا يمل الناس أو ينهكون لأن من الناس من أهم ذوى حاجة فيجب التخفيف عليهم.
وأوضح العيسوى، أن الاعتكاف سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب ألا ينشغل الإنسان بما يلهيه عن ذكر الله في هذه الأيام، مؤكداً أن وزارة الأوقاف لن تسمح أبدا باستغلال المساجد في غير الاعتكاف والصلاة.
وعن عدم سيطرة الأوقاف على مساجد بعينها في بعض المحافظات في صلاة التهجد، نفى طايع هذه الأمر مؤكدا أن الوزارة تسيطر سيطرة كاملة على المساجد، وإذا ظهر مسجد مخالف يتم التعامل بشكل فوري
وأضاف طايع، أن أئمة الأوقاف هي المسئولة مسئولية مباشرةً عما يدور داخل المساجد أثناء الاعتكاف وصلاة التهجد وهناك خطة وضعتها الوزارة تتضمن دروسا وعظية في صلاة التهجد.
وفي الإسكندرية، إحدى أكبر معاقل السلفية في مصر، تخيم أجواء هادئة عليها هذا العام من حيث الصراع بين الدعوة السلفية ومديرية الأوقاف بالثغر، والذي عادة ما يشتعل بينهما في مثل هذا التوقيت من كل عام للسيطرة على المساجد خاصة مع بدء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وإحياء سنة الاعتكاف، ويأتي ذلك بعد أن اتخذت الأخيرة العديد من التدابير لمواجهة سيطرة الدعوة السلفية والتيار الإسلامي بشكل عام على المساجد بالمحافظة.
وكشف مصدر مطلع، أن مديرية أوقاف الإسكندرية تعاني من وجود قلة في عدد الأئمة بها مقارنة بالعدد الكبير للمساجد بالمحافظة، الأمر الذي قد يفتح الباب علي مصراعيه أمام السلفيين للسيطرة علي بقية المساجد والزوايا، مرجعًا ذلك إلي الرواتب المتدنية التي يتقاضاها أئمة المساجد مما يضطرهم للبحث عن عملٍ آخر إلى جانب العمل الدعوي مما يجعله غير متفرغ للعمل الدعوي.
من جانبه أكد الشيخ حسن عبد البصير، مدير عام الدعوة بمديرية الأوقاف بالإسكندرية، أن جميع المساجد تحت سيطرة مديرية أوقاف الإسكندرية، وأننا في دولة مؤسسات ولن نسمح أبدًا بوجود أكثر من مسؤول عن المساجد وأن المسؤولية كاملة علي وزارة الأوقاف وعلى المديرية، وأي خروج عن ذلك سيتم مواجهته بالقانون، مؤكدًا أن هناك تغيير كبير وحراكٍ ملحوظ في العمل الدعوي خلال الفترة الماضية بالمحافظة وسيطرة كاملة على المساجد، مضيفًا: "دورنا هو المحافظة علي الدولة ومؤسساتها وأي تيار مخالف للفطرة المصرية والتكوين المصري نحن جميعًا ضده.
وأضاف مدير عام الدعوة، في تصريحاتٍ خاصة لـ«أهل مصر»، أن جميع المساجد التي بها اعتكاف تم تحديدها بدقة علي مستوي المحافظة وعددهم 187 مسجدًا وذلك تحت سيطرة الأوقاف مع وجود عالم من علماء الأوقاف وإمام من أفضل أئمة الأوقاف، كما سيتم مد الاعتكاف بأئمة لمساعدة الإمام في إلقاء الدروس وصلاة القيام والتهجد.
واستنكر عبد البصير، ما تردد مؤخرًا حول سيطرة السلفيين حاليًا على 40 مسجدًا بالإسكندرية، مؤكدًا أنها ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة، وأن ذلك كان منذ عامين قبل توليه مديرًا عامًا للدعوة، ومنذ ذلك الوقت وأن جميعها تخضع للسيطرة الكاملة للأوقاف، وقد أرسلت وزارة الأوقاف لجنة تفتيشية علي هذه المساجد وتأكدت اللجنة من خضوعهم بالفعل للأوقاف.
نقلًا عن العدد الورقى.