قالت الدكتورة سعدية يونس، الباحثة بالأزهر الشريف، إن ما أثير مؤخرا حول النص القرآني في التعامل مع المرأة الناشز هو محاولة للالتفاف على النصوص والخروج بها على غير مراد الله فاستنادا إلى ما ذكر من النصوص القرآنية والنبوية في هذا الشأن يتبين أن المراد أو المغزى المقصود من الضرب المذكور فى الآية هو الزجر والردع فقط عن عصيان الزوج وليس المراد على حقيقته فهو مجرد تخويف فقط والحفاظ على قوامة الرجل، وتحقيقا لمعاني تأنيب الضمير ومراجعة الزوجة نفسها وإدراكا لخطئها.
وأضافت الباحثة فليس المراد بالضرب في الآيات والنصوص الواردة في هذه القضية هو معناه الحقيقي بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب بالسواك ومعلوم أن الضرب بالسواك لا ينتج عنه ألم جسدي أو تشوهات بدنية، مؤكدة أن الزجر في هذه الحالات تكون له معاني إيجابية منها الحفاظ على كيان الأسرة من الانهيار وتحصين روابط البيت من الانزلاق نحو الهدم والخراب إذا ما تركت الزوجة على عصيانها.
وتابعت الباحثة قائلة: "إن النساء جبلن على الكيد والعناد وفي الألم النفسي الناتج عن الضرب غير المبرح يقلل من حدة هذه الطباع المشينة ولذلك فإن الضرب المراد هنا فيه تقويم للزوجة الناشز وتهذيب لسلوكها المعوج.
وأشارت إلى أن فلسفة العقوبة هنا من شأنها إرساء قواعد متينة للبناء الأسري بدلا من تعرض أفراد الأسرة زوج وزوجة وأولاد بل وأقارب للتشريد إذا ما تركت الزوجة وتمادت في التدلل المفرط، لافتة إلى أن الوسطية شعار الإسلام وهي منهج حياة فكما تأبى الضرب المبرح والقسوة والعنف تأبى كذلك اللامبالاة والإهمال وترفض الإفراط والتفريط في كلا الجانبين، لذا يتبنى الإسلام في هذا الشأن بل وفي كل الأمور الاعتدال الذي من شأنه تحقيق التوزان والاستقامة التي تنتج النجاح الأسري والتوافق بين الزوجين وخلق الهدوء النفسي الذي يسري في جنبات البيت.