"أهل مصر" تفك "شفرة دافنشي".. أنامل ذهبية مدفونة تحت التراب.. "السعداوي وداوود" يحولان جدران الغربية لتحف فنية.. وفي الدقهلية سماح أيقونة رسم تعلمت من "يوتيوب" (صور)

كتب :

كتب: إنعام محمد ربيع ـ عمرو علي ـ شيماء السمسار ـ آية العريني

في القرى النائية أو المناطق العشوائية، أو داخل الأحياء الراقية، وبعيدًا عن ضوضاء المدينة أو الأنوار الكاشفة، يجلس الآلاف من المواهب التي في لحظة بحياتها اكتشفت أن يديها قادرة على تشكيل لوحة تعجز آلاف الأقلام عن التعبير عن معانيها، مواهب لم يحالفهم الحظ كثيرًا للظهور إلى النور، فاستغلوا «السوشيال ميديا» ليظهروا ما لديهم.

وفي هذه التقارير تسلط «أهل مصر»، الضوء على عدد من مواهب الرسم التي تنتظر أن يلقى عليها الضوء لتعبر عن موهبتها وتنطلق، مواهب رغم الظروف الصعبة استطاعت أن تجد مساحتها الخاصة في محيطها..

◄ «السعداوي وداوود» يحولان جدران الغربية لتحف فنية: «نفسنا في موسوعة جينس»

لم يتخطى الشاب عامه الـ21 عام، عندما رسم لوحة فنية عملاقة لابن بلده النجم «مو صلاح»، وأعاد الكرّة مرة أخرى على أحد مباني مدرسته، أثناء عملية الترميم، وتناقلت مواقع التواصل تلك الصور ونسبوها لعدد من الفنانين الكبار، إلا أن المفاجأة حدثت وتبين أن صاحب الصورة هو «سعداوي».

«من أكثر ما أسعدني فى حياتي، منشور على الصفحة الرسمية للنجم محمد صلاح، كتب فيه: لابد من رد الحق لصاحبه، يصاحب تلك الكلمات الرقيقة صورة الجرافيتي على مدرسته».. بتلك الكلمات بدأ «السعداوي» كلماته لـ«أهل مصر».

وتابع «السعداوي»: بدأت الرسم فى عمر الـ7 سنوات، لم تتجاوز حينها الخربشات وتقليد بعض اللوحات، إلا أنى امتنعت عن الرسم فى المرحلة الإعدادية والثانوية، ثم في 3 ثانوي 2016، قررت العودة من جديد إلى الرسم، و قبل الامتحانات بـ3 شهور منعني والدي بسبب ضغط المذاكرة.

وتابع «السعداوى»: بعد انتهائى من المرحلة الثانوية اخترت دخول كلية الحقوق، وهو ما جعل الكثيرين يستغربون جداً، إلا أننى فى تلك الفترة لم أأخد موهبتي على محمل الجد وكنت أصفها بأنها خربشات ليس أكثر، حتى رأيت أن العديد من الأشخاص ينبهرون بأعمالي، وزادت دائرة الإعجاب برسماتى، فعملت على موهبتي ونميتها ولم أتلق أى تدريب أو ورشة عمل، حتى وصلت لرسم أكثر من 400 عمل فني سواء بورتريهات أو جداريات أو اسكتشات صغيرة.

كالنار في الهشيم انتشرت شهرة «السعداوي» وفق لحديثه، يقول: «بعد فترة قصيرة فوجئت بطلب العديد من الأصدقاء أن أرسمهم، وطلبات من خلال النت لرسم بورتريهات بمقابل مادي، وخاصة أن الكثيرين معجبون ويمدحون فى قدرتى على رسم تفاصيل وملامح الوجه بدقة، وفى وقت قياسي، فالبورتريه الواحد يحتاج وقت من 4 إلى 9 ساعات على حسب الحجم والصورة، ومن أحب الصور إلى قلبي جرافيتي مو صلاح واستغرق أسبوع كامل، وجاءت فكرة رسمه بعدما رسمته على واجهة منزلي، فطلب منى مدير مشروع ترميم مدرسة صلاح تزيين المبنى الجديد بنفس الصورة وعلى نفقتهم الخاصه، أما بورتريه أحمد حلمى لم يستغرق أكثر من يوم واحد فقط، حتى شاهده أبى وطلب مني رسم صورة له، فقررت أن أبتكر فكرة جديدة ففي البداية رسمته بالقلم الجاف، وبعدها قمت برسم صورته على جدران مدخل منزلنا وبجواره صورة لى، كنوع من المباركة بوجودى بجوار والدى».

على نفس الموهبة، يقول فيصل داوود ابن مدينة طنطا، أثار ضجة كبيرة منذ أيام، حيث أقدم على تزيين الحاجز الأسمنتي لمعسكر الأمن المركزي بمدينة طنطا، كنوع من المظهر الحضارى للمكان، وخاصة وجودة فى منطقه حيوية، يقول: بدأت الرسم منذ نعومة أظافرى شجعنى والداي على الرسم لكن الحالة المادية لم تسعفنى كثيراً، فلم أستطع أن أتلقى دروس وكورسات فى الرسم، لذلك اعتمدت اعتمادًا كبيرًا على مدرس التربية الفنية في المدرسة، والتى كانت من أحب الحصص لقلبى، اعتدت أن أرسم على أى مادة خام سواء جلد أو ورق، حتى الجدران، ولم تسلم من رسمي كما كان والدي يقول دوماً، وهو من أكثر الداعمين لي خلال مسيرتي.

وأضاف «داود» ما فعلته واجب للتاريخ، حيث يعد ذلك العمل تخليدا للذكريات الخالدة التي عاصرها المواطن المصري منذ ثورة 30 يونيو، وقمت بتزيين جدار بامتداد 25 مترا وارتفاع 3 أمتار بألوان أكليرك، للساتر الأمامي والمحيط لقطاع الأمن المركزي، وذلك بعد أن شعرت أنه لا يليق بتلك المنطقة والكيان ولابد من إدخال لمسة فنية عليه، فتقدمت بطلب للجهات المختصة، حتى أنهم وفروا لى الخامات ومواد الرسم، وهو ما جعلني في غاية السعادة واستغرقت مدة الرسم أكثر من 10 أيام لتخرج فى النهاية كما هى، وأنا على أتم استعداد لتزين أى مكان فى المحافظة بل الجمهورية بالكامل كنوع من إضفاء لمسة جمال وروح جديدة للأحياء، معربًا أنه يتمنى أن يدخل موسوعة جنيس في مجال الرسم.

◄ رسم «الأيدي الناعمة» في الصعيد.. «إسراء وعلياء» رسموا كل حاجة بـ«الكاركاتير والكارتون»

نوابغ خلف الستار أخذت تتجلى فى لمساتها السحرية المصنوعة من وحى الخيال لتجسد قصص مواهب شابة تسعى لتحقيق أحلامها وإصرارها على الاستمرار والبقاء فى عالم الرسم والتلوين.

على مقربة من عروس الصعيد اعتاد المبدعين من المواهب الشابة ترك لمساتهم الفنية على أسوار أروقة الشوارع الميادين العامة تاركين أعمالهم الفنية فى ذاكرة الزمن، والتقت «أهل مصر» بعدد من المواهب الشابة فى عالم الرسم للتعرف على ابداعاتهم الفنية فما بين رسم للطبيعية الشعبية وفن الكاريكاتير أخذتا علياء وإسراء يعزفن ألحان حب الرسم فى أعمالهم الفنية.

تقول إسراء حسن شحاتة: تخرجت من كلية التربية النوعية وأدرس حاليا بكلية التربية قسم التربية الخاصة، واكتشفت موهبتى منذ صغرى فى المرحلة الابتدائية ثم تطور الأمر معى فى عام 2015.

تضيف «إسراء»: بدأت أسعى لتنمية موهبتي بدأت بالبورترية ثم الرسم التجريدي لكننى لم أجد نفسي فيه هذه الأنواع من الرسومات ثم عثرت على فن الكارتون والكاريكاتير، لذا عكفت على القراءة فى هذا المجال الأمر الذى اضطرنى كثيرا للسفر إلى القاهرة وتقابلت مع عدد من فناني الكاريكاتير والكارتون من بينهم تامر يوسف، ونهى إبراهيم صاحبة مسلسل «عصام والمصباح» وتلقيت عددًا من الكورسات وحصلت على جزء من الخبرة بدأت فى توظيفها بأعمالى، وبدأت فى قصد القاهرة لشراء الكتب المتعلقة بالمجال، الأمر الذى كان صعبا للغاية واضطرني للسفر والعودة بذات اليوم من المنيا إلى القاهرة.

وأوضحت: تعمدت فى نسبة كبيرة من أعمالى تجسيد دور المرأة وقدمت أكثر من 150 لوحة، لافتة إلى أنها شاركت في العديد من المعارض وأقامت أول معرض للكاريكاتير والكرتون بمحافظة المنيا بمركز شباب المدينة.

ومن نفس المحافظة، تقول علياء كامل: بدأت موهبتى فى الرسم منذ المرحلة الثانوية حتى وصلت إلى الجامعة، ثم التحقت بكلية تربية طفولة وشاركت فى العديد من المعارض، لافتة إلى أنها شاركت بعدد من لوحاتها في مسابقة إبداع ٥، ومسابقة إبداع ٦، والمؤتمر الثاني والثالث الابتكار وريادة الأعمال، ومعرض الرسمجية وكان أول معرض لها، ومعرض على كورنيش النيل، وغيرها من الفعاليات.

تقول «علياء»: كنت أحرص فى لوحاتي على الفن الشعبي ومحاكاة الفلكلور من الأفراح والصباحية والزغاريد والزار ورسوم أخرى عن الطبيعية الخارقة، لافتة إلى أن لوحاتها تخطت المائة لوحة فضلا عن جداريات تحاكي البيئة الشعبية، وكانت أطول جدارية تقع على كورنيش النيل الذى تطوعت ومعها 9 أصدقاء لرسمه.

◄ في الدقهلية.. سماح أيقونة رسم تعلمت من «يوتيوب».. و«عبدالعزيز» عايز يوصل للعالمية

من بين مواهب محافظة الدقهلية، تحتفظ سماح أحمد عمارة، ابنة قرية الجزيرة، بمساحة مستقلة، ليطلق عليها البعض أيقونة الرسم، ويلتفت لها الكثير لمواهبتها التى فرضتها على الساحة فى الرسم.

سماح صاحبة الـ22 عامًا من عمرها، صاحبة المواهب الكثيرة ولكن موهبة الرسم لديها كانت بارزة بسبب رسومتها التى تعلمتها عن طريق مشاهدة الرسامين العاملين عن طريق موقع «اليوتيوب»، وأصبحت محترفة فى الرسم.

بدأت «سماح» فى موهبتها بالنقش على جدران المنزل وهو صغيرة إلى أن تمكنت من الرسم عن طريق القلم الرصاص، ثم تمكنت من الرسم المحترف بالألوان، وأصبحت محترفة أيضًا فى رسم الكثير من نجوم الفن والأشخاص وبدأت فى إنشاء لها مكان خاص من أجل جمع فيه رسماتها الخلابة.

تقول «سماح»: بتمنى أن أكون من الفنانين العالمين فى الرسم، وروسوماتى تصل إلى الجميع وبالرغم من أني لم أصل إلى المستوى الذى أتمناه إلا أنني راضية عن ما حققته فى الفترة الماضية، وذلك بدعم أسرتى وزوجى الداعم الرئيسى لى دوما»، مؤكدًا أن طموحاتها لم تقف على شيء معين ولكنها تتمنى أن تكون لديها معرض خاص برسوماتها وتصل إلى العالمية.

كما أكدت «سماح» أن الرسامين لم يهتم بهم أحد فى مصر وبالرغم من ذلك تمكنوا من توصيل موهبتهم للجميع عن طريق صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى.

لم تكن سماح وحدها فى الفن بالدقهلية، بل كان عبد العزيز جمال ابن مدينة نبروه، صاحب الـ22 عامًا، الذى أطلق عليه فى قريته «رسام النجوم» بعد أن تمكن من إنشاء مرسم صغير، حيث تمكن عبد العزيز من إنشاء الكثير من الرسومات الخلابة لنجوم الفن والكرة القدم والذى وصلت للكثير من النجوم وأبهرتهم تلك الرسومات.

«عبد العزيز» يقول: «بتمنى أن يكون لى مكان لعرض روسماتى فى مكان عالمى خاصة بعد تمكنى فى إنشاء الكثير من الروسومات الخلابة، ولكن أتمنى أن أقوم بالعمل أكثر من ذلك وإنشاء رسومات أكثر فأكثر وعرضها وتكون عرضها فى العالم أجمع مثل نجوم العالم.

كما أوضح أن فى مصر لم يهتم أحد بالرسامين، وبالرغم من ذلك تمكنوا من وصول رسوماتهم لـ«السوشيال ميديا» التى ظهرت الكثير منها، وأصبح من المشاهير عن طريق صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وهو المكان الوحيد الذى يتمكن الرسامين من ظهور موهبتهم فضلا عن أنها أصبحت مجال من أجل العمل.

◄ «مصطفى» ضل طريقه في كلية التجارة بسبب حبه للرسم بالشرقية: «هخلصها وادخل فنون جميلة» 

الرسم من المواهب التي تجعلك تقف لها احتراما، ويستطيع الفنان أن يعبر عن واقع من خلال رسمة واحدة، والشرقية عاصمة الفنون منذ عهد الدولة المصرية القديمة حيث الرسومات البديعة التي ملئت جدرانها تتزين من جديد بإبداعات أبنائها أصحاب المواهب الرائعة من رسامين مبدعين.

التقت «أهل مصر» بالموهبة مصطفى محمد الصاوي محمد، الذي يبلغ من العمر 22 عاما، طالب بالفرقة الرابعة كلية التجارة جامعة الزقازيق، مقيم مدينة أبوحماد بمحافظة الشرقية، يقول: أنا بدأت الرسم منذ طفولتي والدتي بدأت تدعمني تجيبلي ألوان وأدوات الرسم وأنا في الابتدائي، كنت برسم كتير في الإجازة، وحبيت الرسم جدا.

وأضاف «مصطفى»: «والدتي كانت دايما بتشجعني، وكانت الدعم المعنوي، وهي سبب إصراري أني أطور من نفسي، وموهبتي تتطور مع كل مرحلة دراسية وبقيت بعلم وأدرب أي حد محتاج مني أعلمه أو أساعده أنه يرسم مبتأخرش علي حد».

واستكمل «مصطفى»: أنا برسم بورتريه بالرصاص وبالفحم ومن أبرز شغلي رسمت صورة لبنت مثقفة بجنب وشها وجنبها مكتبة وطالعة على سلم بتجيب كتاب من المكتبة ولابسة نضارة نظر، ورسمت ديكور لـ مسرح لجامعة الزقازيق.

وتابع «مصطفى»: بدأت من الصفر ورسمت لنفسي حلم وعلمت نفسي بنفسي، كنت بتصفح فيديوهات الرسم علي اليوتيوب اتعلم منها، وقعدت مع فنانين كنت بتعلم منهم ولما كبرت ودخلت كلية التجارة مكنتش حاببها، وحلمي لما اتخرج أقدم كلية فنون جميلة وأوصل أعمالي للعالم كله لأنها موهبتي سأكمل طريقي».

ويقول «مهند إبراهيم» يبلغ من العمر 19 عاما طالب بالصف الثاني الثانوي الصناعي، مقيم المجاورة 70 بمدينة العاشر من رمضان لـ«أهل مصر»: بدأت رسم من سنتين لما شوفت شقيقتي وصديقي بيرسموا بدأت اتعلم واشتركت في مسابقات الرسم تبع المدرسة حصلت على المركز الأول ومرتين على المركز الثاني.

وأضاف «مهند»: «برسم بالرصاص والفحم والألوان، والجاف، وبدأت أجيب برامج الرسم من على اليوتيوب وأعلم نفسي، ورسمت ووصلت لمرحلة جميلة من الرسم وبدأت أبيع اللوحات اللي برسمها أمام شارع صيدناوي، وبدأ يجيلي أوردر من هناك والدتي كانت رافضة في الأول بس دلوقتي بدأت تشجعني وتدعمني.

وتابع «مهند»: أبرز شغلي صور للرئيس عبدالفتاح السيسي، ومحمد صلاح، وعادل إمام، وكريستيانو ولكل المشاهير، بأحجام مختلفة، مضيفا أن أسعار رسوماته تبدأ حسب حجم البرواز من 30 جنيهًا لـ 100 جنيهًا.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً