سري للغاية.. ملف حكومي بريطاني يكشف عن وثيقة عمرها 78 عاماً بشأن الملف الفلسطيني.. كيف بررت المملكة المتحدة دخولها لمصر أيضا؟

كتب : سها صلاح

وثيقة عمرها 78 عاماً ترفض الحكومة البريطانية الكشف عنها بشأن ملف بفلسطين منذ عام 1941، يمكنه أن يقوض أمن بريطانيا، وتلك الوثيقة ستحرج الحكومة البريطانية بعلاقاتها مع إسرائيل والعراق، وقد تكون ذات صلة بموضوع قديم حول السياسة الخارجية البريطانية؛ وهو خلق ذرائع كاذبة لتبرير التدخل العسكري، وفقاً لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني الذي كشف عن الوثيقة من المكتب الاستعماري المحفوظة في الأرشيف الوطني بلندن، والتي تتعلق بأنشطة المفتي العام للقدس الحاج "أمين الحسيني" في الفترة بين سنتي 1940 و1941.

وفي سبتمبر 1937، عزلت الحكومة البريطانية "الحسيني" من منصب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، وقررت إلقاء القبض على جميع أعضاء اللجنة العربية العليا، بما في ذلك الحسيني، الذي هرب إلى العراق، حيث لعب دورًا في الحركة الوطنية العراقية المناهضة للمملكة المتحدة، وأمضى الحسيني فترة الحرب العالمية الثانية في التنقل بين برلين وروما، وشارك في حرب دعائية ضد بريطانيا وفرنسا من خلال البث الإذاعي العربي.

اقرأ أيضاً.. واشنطن بوست: بومبيو يشكك في جدوى "صفقة القرن"

تبرير دخول بريطانيا إلى مصر

لم تكن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها المخططون البريطانيون أو يختلقون الذرائع لتبرير تدخلاتهم العسكرية، ففي سنة 1953، تظاهر الوكلاء الذين يعملون لصالح البريطانيين بأنهم من أنصار "حزب توده" الإيراني، حيث شاركوا في إلقاء الحجارة على المساجد والكهنة لتوفير ذريعة لشن انقلاب وتمكين شاه إيران من تولي السيطرة بحجة معاداة الشيوعية.

كما حاولت بريطانيا سنة 1956 تبرير تدخلها العسكري في مصر بعد أن قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس؛ إذ اتفقت الحكومتان البريطانية والفرنسية سرا مع إسرائيل على أن الأخيرة ستهاجم مصر أولاً، حتى ترسل لندن وباريس قواتهما العسكرية لاحقا بحجة فصل الأطراف المتحاربة والاستيلاء على القناة، ورغم تنفيذ هذه الخطة، فإنها انتهت بالفشل، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى معارضة الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً.. "الشرق الأوسط": واشنطن وإسرائيل تعتزمان عرض صفقة على روسيا بشأن سوريا

تدخل بريطانيا في الكويت

في 25 يونيو 1961، أعلن الحاكم العراقي عبد الكريم قاسم علنا أن الكويت جزء من العراق. وبعد خمسة أيام، طلب أمير الكويت رسميا تدخلا عسكريا بريطانيا، نُفّذ في غرة يوليو، لكن التهديد العراقي المزعوم تجاه الكويت لم يكن حقيقيا.

وفي الواقع، تشير الدلائل إلى أن الأمير تعرض للخداع من خلال إقناعه بضرورة طلب المساعدة من البريطانيين، وأن معلوماته عن التهديد العراقي المحتمل جاءت حصريا من مصادر بريطانية.

كان التدخل البريطاني يهدف إلى طمأنة الكويت وغيرها من أنظمة الشرق الأوسط الصديقة التي كانت عنصرا أساسيا في الحفاظ على مكانة المملكة المتحدة في المنطقة الأكثر أهمية في العالم.

ماذا حدث لمفتي القدس؟

في أبريل 1941، نظّم ضباط الجيش الوطني المعروفون بالمربع الذهبي انقلابا في العراق من أجل الإطاحة بالنظام الموالي لبريطانيا، وأشاروا إلى أنهم على استعداد للعمل مع المخابرات الألمانية والإيطالية، ورداً على ذلك، شن البريطانيون حملة عسكرية مكنتهم من القضاء على قادة الانقلاب خلال شهرين.

في المقابل، كشفت الملفات لسواريز عن أن البريطانيين كانوا يرغبون بالفعل في تحقيق مثل هذا "الاحتلال العسكري في العراق" في نوفمبر 1940، قبل أن يوفر لهم انقلاب المربع الذهبي ذريعة لفعل ذلك، نظرا لأن المملكة المتحدة أرادت القضاء على "المؤامرات التي يحيكها المفتي مع الإيطاليين".

ومع تطويق القوات البريطانية العراق، هزت المدينة مذبحة عنيفة معادية لليهود، أسفرت عن مقتل أكثر من 180 يهوديا عراقيا وتدمير منازل المئات من أفراد الجالية اليهودية الذين عاشوا في العراق عدة قرون.

اقرأ أيضاً.. مستشار البيت الأبيض: الفلسطينيون يستحقون "تقرير المصير"

في المقابل، كانت هناك ادعاءات منذ فترة طويلة تفيد بأن البريطانيين تغاضوا عن أعمال الشغب هذه أو لعلّهم المسؤولون عن تنظيمها، من أجل تشويه سمعة النظام القومي وتبرير عودة بريطانيا إلى السلطة في بغداد والاحتلال العسكري المستمر للعراق.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان"، خلصت مراجعة رسمية في سنة 2012 إلى أن الآلاف من الوثائق التي توضح بعضا من أكثر الأعمال المخزية والجرائم التي ارتُكبت خلال السنوات الأخيرة من فترة الإمبراطورية البريطانية قد دُمرت بشكل منهجي لمنع وقوعها في أيدي حكومات ما بعد الاستقلال.

وبغض النظر عن محتوى وثيقة سنة 1941، فإن رفض الحكومة البريطانية الكشف عن هذا النوع من الملفات خوفا من زعزعة العلاقات مع حلفائها الرئيسيين ليس بالأمر المستغرب وهو في الواقع مسألة روتينية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً