هل يدخل غير المسلمين الجنة؟ وهل سيدخل غير المسلم الصالح النار؟

تثور قضية شائكة وهى هل سيدخل الله غير المسلمين النار؟ وهل سيدخل غير المسلم الصالح النار؟ هل الشخص غير المسلم سوف يدخل النار مهما كان صالحا ومهما عمل في حياته من خير؟ وهل المسلم سوف يدخل الجنة في نهاية المطاف بعد أن يستوفي حسابه مهما فعل من ذنوب وموبقات؟ هل النطق بالشهادتين للمسلم هي بوليصة تأمين نهائي ضد عدم خلوده في جهنم بعد موته مهما كان هذا المسلم عاصيا في حياته؟ وهل عدم النطق بالشهادتين هى اللعنة الأبدية التي تجعل من لم ينطقهما مخلدا في نار جهنم؟ وهل إذا لم تبلغ الرسالة لغير المسلمين هل يحاسبون على أنهم كفروا بغير الله، وهل مقتضى العدل الإلهي تجعل من المقبول إن غير المسلم الصالح مثل شخص تبرع بكل ثروته للفقراء أو للمرضى مهما قدم من أعمال خير سوف يكون مثواه جنهم؟.

هل يدخل غير المسلمين الجنة؟

من الأقوال التي يأخذ بها جمهور من الفقهاء قول ابن عباس: القران ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه، وفي القرآن الكريم هناك الوجوه التي تحتمل أن تاخذ على وجه معتبر قول الله تعالى: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيل والقران ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم، وهى الاية التي تفترض الإيمان في اتباع كل الكتب الثلاثة، وقوله تعالى: "إن الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وهو ما يرتبط بتفسير آخر للقرآن الكريم قدمه ابن كثير في تفسير الأية الكريمة: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا، وقد ذهب ابن كثير إلى اعتبار أن هذه الآية هى إخبار عن عدله تعالى، وأنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه، وهو ما جعل جمهور العلماء يذهب إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل مناط العذاب والحجة على عباده: بلوغ رسالته إليهم؛ فمن لم تبلغه رسالة الرسول، لم يستحق العذاب، وذلك مصداقا لقول الله تعالى (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)، وقال تعالى: (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما).

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً