الموقف أصبح معقداً بعد أن عادت الأمور إلى نقطة الصفرفي السودان، وبحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، فمصر والإمارات والسعودية يتحركون بشكل منسق لضمان تسليم السلطة بشكل دينقراطي دون فوضى أو اراقة دماء للمدنين او قوات الجيش، وقد وصل عدد قتلى فض اعتصام السودان أمام القيادة العامة للجيش السوداني، الإثنين 3 يونيو 2019، إلى 13 عشر قتيلاً ومئات الجرحى، بعد الهجوم على المتظاهرين بالرصاص الحي.
وأظهرت اللقطات عدداً من المتظاهرين متجمهرين حول عربة عسكرية، بها مجموعة من الجنود، في أثناء الفض، وهم يهتفون "سلمية سلمية"، في حين يقف ضابط وهو يبكي، واحتضن عدد من المتظاهرين الضابط الذي واصل بكاءه، ولكن هناك عدة تساؤلات تحضرنا خلال المشهد الحالي في السودان سنتعرف عليها خلال التقرير التالي.
@cnnbrk @bbcarabicalerts @nytimes @washingtonpost @AlJazeeraPeaceful protesters shot dead by the militias by orders of the military council or should I say by 🇸🇦🇦🇪🇪🇬 . Where is the @UN where is the @hrw. #Save_Sudan #مجزره_القياده_العامه
pic.twitter.com/MQTUkdbgyx— زول (@5udanese) June 3, 2019
لماذا ترفض القوى المدنية إجراء الانتخابات؟
ترغب القوى المدنية تشكيل مجلس رئاسي أغلبيته مدني يدير البلاد لمدة ثلاث سنوات على الأقل تكون مهمته الأساسية هي تطهير مؤسسات الدولة من الفساد وإعداد دستور مدني، ومن ثم إجراء الانتخابات في أجواء ديمقراطية مستقرة،إجراء الانتخابات بالصورة والتوقيت التي يريدها المجلس العسكري، من وجهة نظر القوى المدنية، يعني أن المجلس العسكري هو من سيدير الفترة الانتقالية منفرداً، كما أن الأخوان المتمثلين في قوى الحرية والتغيير يريدون السيطرة على الشارع السوداني لاقتناص فرصة الحكم مما جعلهم يدعوا لعصيان مدني بعد فض الاعتصام امام مقر القايدة العامة للجيش السوداني.
ما هو السيناريو الأقرب الآن؟
بعد أن عادت الأمور لنقطة الصفر أصبح المجلس العسكري الآن في نفس موقف البشير تقريباً أو ربما وزير دفاعه عوض بن عوف، وبالتالي لا تملك قوى الحرية والتغيير سوى ورقة الاستمرار في الاحتجاج السلمي والتصعيد من خلال العصيان المدني، وهي الأوراق التي لا يمكن الاستهانة بها في ظل الوعي الشعبي المتنامي.
هذه الحقائق تجعل الصورة على الأرض لا تدعو للتفاؤل، حيث إن لجوء المجلس العسكري لاستعمال القوة لفض الاعتصام وضعه في موقف صعب وهناك اجتماع اليوم في مجلس الأمن بطلب من ألمانيا وبريطانيا لمناقشة فض الاعتصام بالقوة، كما جعل الاسلاميين ينتهزون تلك الفرصة.
السيناريو الأقرب هو احتجاجات شعبية أكبر حجماً وأكثر تصميماً مع احتمالات لقمع أكثر دموية من العسكريين الذين يحكمون الآن بالفعل، والسؤال الأهم هو: أي فصيل من القوات المسلحة ستكون له اليد الأعلى في المجلس العسكري المؤقت؟
بشكل أوضح هل تظل السيطرة لـ"حميدتي" وقوات الدعم السريع كما هو الوضع الآن؟ لو كانت الإجابة بنعم تتزايد احتمالات سفك الدماء بصورة مقلقة، بحسب تقرير لبي بي سي.
شوارع الخرطوم كلها مغلقة تقريباً ما يعني حدوث تحول كبير داخل النظام، ورغم أن "القوة الشعبية" قد تلقت ضربة مُوجعة بفض الاعتصام فإن المحتجين ربما يكونون أكثر تصميماً على عدم التراجع حتى يجبروا المجلس العسكري على تسليم السلطة.