بعض الأحاديث تستخدمها الجماعات المتطرفة في جواز القتل والذبح تحت راية الإسلام والدين منهم براء، ومن هذه الأحاديث حديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، "أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" استخدمته الجماعات الإرهابية في نشر أفكارها، الأمر الذي يتناقض مع تفسير الحديث الشريف، يقول فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب: إن حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) -حديث صحيح.
وأضاف الطيب: "ولكن فَهْمُ البعض له على أنه يجب استخدام السيف لنشر الإسلام فهم خاطئ، ولا يدل على معرفة بعلوم اللغة العربية، إذ كلمة (الناس) في (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ) لا يقصد منها الكون كله أو البشرية كلها، لأن (أل) في الناس للعهد، أي ناس معهودين ومخصوصين؛ وهم مشركو مكة الذين أخرجوا المسلمين، وحاربوا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونكثوا عهودهم ولا يَرقُبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة".
واختتم: "وبالتالي فإن المقصود بقتال الناس قتال المشركين المعتدين آنذاك، حيث إن كلمة (الناس) هي من العام الذي أريد به الخاص، و(أقاتل) تعني رد العدوان المبدوء من جهة المشركين".