ولا تكن للخائنين خصيما هل أمر الله النبى بألا يكون خصيما للخائنين ؟ ما سبب نزول الآية وما تفسيرها ؟

كتب :

تظهر معاني مختلفة في اللغة كما اعتاد عليها العرب القدامي لبعض كلمات القرآن الكريم بخلاف ما يجري عليه لسان العرب في العصر الحديث، وهو ما يدفع كثير من المفسرين لآيات القرآن الكريم لتفسير آيات القرآن الكريم من آيات القرآن الكريم نفسه، وقد يختلط الفهم لدى بعض الناس من غير المتخصصين في فهم بعض بعض هذه الألفاظ، ومن ذلك قول الله تعالى : إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ۚ ولا تكن للخائنين خصيما، فكيف يأمر المولى سبحانه وتعالي النبي صلى الله عليه وسلم بألا يكون للمؤمنين خصيما؟ فما معنى الخصيم في هذه الآية؟ وهل نهى الله النبى عن أن يكون خصيما للمؤمنين ؟

اقرأ أيضا  : لا تضربني يا زوجي العزيز .. هذا هو تفسير ضرب الزوجات في القرآن

ولا تكن للخائنين خصيما ما سبب نزول الآية وما تفسيرها ؟

قصة نزول هذه الآية الكريمة هى الواقعة التي حدثت هي: كان في (بني ظفر) واحد اسمه (طعمة بن أبيرق) وسرق (طعمة) درعا، وهذا الدرع كان (لقتادة بن النعمان). وخاف (طعمة) أن يحتفظ بالدرع في بيته فيعرف الناس أنه سرق الدرع. وكان (طعمة) فيما يبدو مشهوراً بأنه لص، فذهب إلى يهودي وأودع عنده الدرع، وكان الدرع في جراب دقيق. وحينما خرج به (طعمة) وحمله صار الدقيق ينتثر من خرق في الجراب وتَكوَنّ من الدقيق أثراً في الأرض إلى بيت اليهودي وكان اسمه (زيد بن السمين) وعندما تتبعوا أثر الدقيق وجدوه إلى بيت طعمة، ولكنه حلف ما أخذها وما له بها علم فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي فأخذوها وقالوا: (لقد سرق ابن السمين)، وهنا قال ابن السمين: أنا لم أسرق الدرع ولكن أودعه عندي طعمة بن أبيرق . وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء بنو ظفر وهم مسلمون وطعمة بن أبيرق منهم وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو حكمت على المسلم ضد اليهودي فستكون المسألة ضد المسلمين وسيوجد العار بين المسلمين.

ولا تكن للخائنين خصيما هل أمر الله النبى بألا يكون خصيما للخائنين ؟

اقرأ أيضا : ضرب الزوجات عند بعض فقهاء المذهب الشافعي ولماذا يرفضون ضرب النساءوفي تفسير هذه الآية قال جمهور من المفسرين : (اللام) التي في أول (الخائنين) هي للملكية أي أن الحق يأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يقف موقفا لصالح الخائن، بل عليه أن يخاصم لمصلحة الحق، وقد حاول العلماء أن يقربوا المسافة فقالوا: ربما لا يتنبه أحد لمسألة اللام وأنها هنا للنفعية، فيكون المنهي عنه أن يقف مسلم موقفا ينفع خائنا، بل لابد أن يكون على الخائن وليس معه. فاللام هنا تكون بمعنى (عن). كأن الحق يقول: {وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً}. أي لا تكن يا محمد مدافعاً عن الخائنين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً