اتهم إيجور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة النفط الروسية العملاقة روسنفت الولايات المتحدة باستخدام الطاقة كسلاح سياسي، وقال إن العصر الذهبي الأميركي للطاقة أصبح "حقبة استعمار بالطاقة" للدول الأخرى.
وقال سيتشن خلال منتدى اقتصادي في سان بطرسبرغ إن ثُلث احتياطيات النفط العالمية مكبل حاليا بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران وفنزويلا وإن واشنطن تفقد الأساس الأخلاقي كزعيمة للأسواق المفتوحة كما تطلق علي نفسها.
وأضاف سيتشن، أحد أقرب حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "عدد من المعلقين يستهويهم اتهام روسيا باستخدام الطاقة كأداة سياسية"، وتنتج روسنفت أكثر من أربعة ملايين برميل يوميا من النفط، أو أربعة بالمئة من الإنتاج العالمي.
وتابع قائلا "لكن الحقيقة التي لا تقبل الجدل اليوم هي أن الولايات المتحدة تستخدم الطاقة كسلاح سياسي على نطاق واسع. العقوبات أو حتى التهديد بفرضها، له تأثير مدمر على منظومة سوق الطاقة العالمية".
وردا على تعليقات مسؤولين أمريكيين الأسبوع الماضي بأن واشنطن تصدر "جزيئات من الحرية"، قال سيتشن إن جزيئات الطاقة الروسية والأميركية متماثلة، لكن الغاز الروسي أرخص 30 بالمئة من الغاز الطبيعي المسال الأميركي.
وعلى مدار العشر سنوات الماضية، تمتعت الولايات المتحدة بطفرة في النفط والغاز حولت أكبر مستهلك ومستورد للنفط في العالم إلى أحد أكبر المصدرين.
وسمح تنامي الاستقلال في مجال الطاقة لواشنطن بفرض عقوبات على دول مثل فنزويلا وإيران لأسباب جيوسياسية دون أن تتأثر أسعار النفط العالمية بالقدر الذي كان مثل هذا الإجراء سيحدثه في الماضي.
واتهمت الولايات المتحدة مرارا روسيا باستخدام الطاقة كسلاح سياسي، لا سيما في نزاعات سعر الغاز مع أوكرانيا. وتحث وشنطن أوروبا على الحد من مشتريات الغاز الروسي والشراء من الولايات المتحدة كبديل.
وقال سيتشن إن الولايات المتحدة تريد حظر إمدادات الغاز الروسي الرخيص إلى أوروبا ليس لتقويض روسيا فحسب بل لكبح الاقتصاد الأوروبي أيضا.
وأضاف قائلا "صانع المشاكل الرئيسي اليوم هو سياسات الإدارة الأميركية. البلدان التي تصفها الولايات المتحدة بالدول المارقة ليست وحدها في مرمى نيران العقوبات والقيود التجارية، بل حتى الشركاء والحلفاء التقليديون للولايات المتحدة."
وقال سيتشن إن الولايات المتحدة بدأت حملتها على عملاق الاتصالات الصيني هواوي بسبب بواعث قلق من النمو السريع للصين.
وفي روسيا، قال سيتشن إن الإدارة الأميركية نالت سيطرة عملية على منتج الألومنيوم روسال عن طريق العقوبات ودرجة من السيطرة على أسواق البلاتين والبلاديوم ومنتجهما شركة نوريلسك نيكل، التي تملك روسال حصة فيها.
وأضاف قائلا "التضييق على المنافسين أصبح السمة السائدة للسياسة الاقتصادية والخارجية الأميركية"، متوقعا أن يزيد حجم إنتاج النفط العالمي الخاضع للعقوبات هذا العام إلى 2.5 مليون برميل يوميا من 1.5 مليون العام الماضي.
وقال إنه يعتقد أن الصين لن تقدم تنازلات في القضايا الرئيسية في نزاعها التجاري مع واشنطن وتنبأ بمزيد من التصعيد، بما في ذلك انخفاض في الصادرات الصينية من المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.
وقال سيتشن إن زيادة الإنتاج الأميركي أكثر قد تتطلب "ضحية جديدة للعقوبات" مضيفا أن صادرات النفط الأمريكية ستزيد لثلاثة أمثالها إلى تسعة ملايين برميل يوميا بحلول 2024، لتتخطى الإمدادات السعودية والروسية.
من ناحية أخرى، قال إريك ليرون النائب الأول لرئيس شركة النفط الروسية العملاقة روسنفت للصحفيين إنه يأمل بأن توقف أوبك والدول غير الأعضاء بالمنظمة تخفيضات إنتاج النفط.
وقال "إنه أمل".