تحديد بدايات الشهور الهجرية لماذا لا يتم تحديدها فلكيا وهل أخطأ علماء السلف في اشتراط رؤية الهلال بالعين المجردة ؟

كتب :

أعاد الخطأ الذي وقعت فيه المملكة العربية السعودية في تحديد أول أيام عيد الفطر مسألة تحديد بدايات الشهور الهجرية فلكيا إلى دائرة الضوء، وفضلا عن عدم دقة الرؤية بالعين المجردة في تحديد بدايات الشهور الهجرية فإن الاعتماد على العين المجردة لرؤية الهلال و تحديد بدايات الشهور الهجرية يسبب الاختلاف بين المسلمين وعدم توحيد الأعياد وبدايات الشهور الهجرية خاصة عيد الفطر المبارك، ووفقا للباحث في العلوم الشرعية صلاح عامر فإن الاختلاف تحديد بدايات الشهور الهجرية يرجع إلى أحد سببين، السبب الأول هو العمل برأي الشافعية القاضي باختلاف المطالع، هو خلاف قول الجمهور من الفقهاء الذين يقررون أنه لا اعتبار لاختلاف المطالع فإذا رأى أي بلد مسلم الهلال فقد وجب على بقية البلدان الإسلامية، ولكن للأسف تدخلت السياسة بالفقه وتم العمل بالقول الأول.

اقرأ أيضا : معاني أسماء "الشهور الهجرية"

تحديد بدايات الشهور الهجرية لماذا لا يتم تحديدها فلكيا

أما السبب الثاني للخلاف بين المسلمين في تحديد بدايات الشهور الهجرية هو عدم العمل بالحساب الفلكي في رؤية الهلال، والاقتصار على الرؤية بالعين المجردة فقط، مما يؤدي لاختلاف المسلمين في تحديد بدايات الشهور الهجرية بسبب اختلاف ظروف الرؤية ومواقع البلدان من خطوط الطول، جمهور الفقهاء قديما وحديثا على أن الرؤية هي التي يعتمد عليها في تحديد بدايات الشهور الهجرية ، وذهب بعض الفقهاء من السلف وبعض المعاصرين إلى القول بجواز أن نعتمد على الحسابات الفلكية في تحديد بدايات الشهور الهجرية على تفصيل بينهم، مع الأخذ في الاعتبار أن الحسابات الفلكية يتم العمل بها في أوقات الصلاة بدقة متناهية، ولا نجد من الفقهاء من ينكر العمل بها. بل ونرى الحسابات الفلكية منضبطة في تحديد الكسوف والخسوف بالثانية، بل في بداية كل عام يصدر جدولا في بعض المواقع الفلكية لكل الأحداث الفلكية خلال العام، وبعضها يصدر جدولا للحوادث الفلكية خلال مائة عام قادمة، فالخلاصة أن الحسابات الفلكية اليوم وصلت لدقة متناهية، ولم تعد كما كانت زمن ابن حجر أو النووي أو ابن تيمية رحمهم الله تعالى الذين وصفوا الحسابات الفلكية بأنها حدس وتخمين، وبعض الفقهاء قديما قال هو شبيه بالتنجيم، وبنوا على معرفتهم تلك التحذير من العمل بالحسابات الفلكية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً