تحفل السيرة النبوية المطهرة بقصص إنسانية لا نعرفها ولا نعرف سبب حجبها عن المسلمين ، ومن هذه القصص قصة حب من طرف واحد كان بطله مغيث لزوجته بريرة، وهو الحب الذي كاد يذهب بعقل مغيث حتي رق له النبى صلى الله عليه وسلم، وكانت بريرة جارية مملوكة لقوم من أنصار المدينة المنورة، وزوجها أسيادها لمغيث بن جحش وهو عبد مملوك من عبيد آل أبى احمد بن جحش ورزقت منه بطفل ، ثم نالت بريرة حريتها بعد أن اعتقها سيدها، فطلبت الطلاق من مغيث فطلقها، وكان العرف السائد في مجتمع المدينة أن الحرة لا تتزوج عبدا، وكان يندر أن تعتق أمة وتظل زوجة لعبد مملوك.
مغيث وبريرة حب من طرف واحد رق له قلب النبي
ما حدث بعد ذلك هو أن كان مغيث بعد أن طلقها يتوسل لها ويرجوها باكيا العودة له أمام الناس فكان يقول لها :: عودي إلى حبيبتي .... وبينما هو كذلك رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين أصحابه ونظر إلى دموعه المنهمرة على لحيته وسمع توسلاته فرق قلبه وأشفق عليه وعلى حاله فقال لأصحابه: ألا تعجبون من حب مغيث بريرة وبغض بريرة مغيث ، وذهب النبي صلى الله عليه وسلم لبريرة واخبرها عن مغيث وما آل إليه من ضعف وبكاء وعرض عليها أن ترجع له وان ترحم بكاءه ... ولكنها تذكرت أيام العبودية فردت على النبي الكريم مسرعة بسؤال يدل على فطنتها ...يا رسول الله أأمر هو .... أم شفاعة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لا إنما أنا اشفع له.
وفي الحديث الشريف عن عكرمة عن ابن عباس أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو راجعته قالت يا رسول الله تأمرني قال إنما أنا أشفع قالت لا حاجة لي فيه