يسأل بعض المسلمين هل يجوز الجمع بين امرأة وبين ابيها في مقبرة واحدة إذا أوصت المرأة بذلك ؟ وحول هذا التساؤل
يقول الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية إن دفن الأقارب في مكان واحد؛ لأن ذلك أسهل لزيارتهم والترحم عليهم، واستدلوا بما أخرجه أبو داود في "السنن"، والحاكم في "المستدرك" وصححه: عن كثير بن زيد المدني عن المطلب بن عبد الله رضي الله عنه، قال: لما مات عثمان بن مظعون رضي الله عنه أخرج بجنازته فدفن، فأمر النبي صلى الله عليه واله وسلم رجلا أن يأتيه بحجر، فلم يستطع حمله، فقام إليها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وحسر عن ذراعيه، قال الذي يخبرني ذلك عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين حسر عنهما، ثم حملها فوضعها عند رأسه وقال: «أتعلم بها قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي»
دفن المرأة مع أبيها جائز في هذه الحالة
وأما في الجمع بين رجل وامرأة في مقبرة واحدة، فالأصل عدم جواز ذلك إلا في حالة الضرورة، أو وجود محرمية أو زوجية بينهما، وعلى ذلك نص جماعة من الفقهاء؛ كما قد يجوز ذلك إذا دعت ضرورة شديدة لذلك جاز، وإلا فيحرم، كما في الحياة. ومحل ذلك إذا لم يكن بينهما محرمية، أو زوجية.