يسأل بعض المسلمين هل ما يظهر من تطورات العلم الحديث عن الاستنساخ يتعارض مع بعض آيات القرآن الكريم ؟ وخاصة قوله تعالى في سورة النجم : أنه خلق الزوجين الذكر والأنثى • من نطفة إذا تمنى • وأن عليه النشأة الأخرى ، وقوله تعالى في سورة القيامة : ألم يك نطفة من مني يمنى • ثم كان علقة فخلق فسوى • فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى، وحول هذا التساؤل قالت دار الإفتاء المصرية أنه ليس بين الآيات الكريمة التي أثبتها السائل وبين الاستنساخ في العلم الحديث أي تعارض؛ وذلك أن الخلق يختلف تمامًا عن الاستنساخ.
الاستنساخ هل يتعارض مع آيات الخلق في القرآن الكريم
كما ذهبت دار الإفتاء إلى أن كلمة "الخلق" تستعمل في اللغة العربية استعمالًا لغويًّا عامًّا فتسند عندئذٍ إلى الله تعالى، وتسند أيضًا إلى المخلوقين، وهذا المعنى اللغوي العام يدور على أمرين: أولهما: التقدير والقياس لما يراد إنفاذه أو إنجازه من عمل؛ فيقال: فلان يخلق ثم يفري؛ أي يقرر الأمر ثم يمضيه، والآخر: هو التهيئة والتشكيل للمادة المخلوقة لله سبحانه بما يعطيها هيئة مخلوق آخر وشكله دون إيجاد الحياة أو النفس ومنحها له إلا بإذن الله وخلقه، كما ذهبت دار الإفتاء المصرية إلى أن المعنى الاعتقادي الاصطلاحي للخلق فهو أيضا أمران، إبداع الأشياء من العدم المحض دون حاجة إلى مادة سابقة أو الة معاونة، بل بالأمر المطلق؛ كما في قوله تعالى في سورة البقرة : وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ، وكذا خلق الحياة والنفس وبثهما في الكائنات؛ سواء كان ذلك بطريق مباشر كما في الدم، أو عن طريق ملك كجبريل مع مريم، أو نبي مكرم كعيسى عليه السلام والطير، فكلا هذين المعنيين للخلق تفرد بهما الله عز وجل، وأدلة الكتاب والسنة متضافرة على ذلك.