لسنوات كثيرة اعتدنا من المنتج محمد السبكي على تقديم الأفلام ذات الطابع الخفيف بخلطة قوامها "كوميديا ورقص وغناء"، واحيانا كان يلجأ للافلام ذات طابع الإغراء مع احتوائها أيضا على الخلطة السابقة، وكانت تلك الأفلام تجنى له إيرادات كبيرة ونجح فى السيطرة لفترة على سوق الإيرادات بتلك النوعية من الأعمال، ومنذ أكثر من عامين بدأ محمد السبكي يغير بوصلته وخلطته السحرية القديمة تزامنا مع تغير مزاج الجمهور وذوقه لكي يواكب التطورات التي طرأت على صناعة السينما، والبداية الحقيقية لهذا الاتجاه المعاكس كانت مع فيلم «هروب اضطرارى» لـ أحمد السقا والذى حقق إيرادات ضخمة، ثم فيلم «حرب كرموز» لـ أمير كرارة واعتمد السكبي هذه المرة على خطة جديدة وهى جلب نجوم عالميين في أفلامه فجذب فى الفيلم الممثل سكوت آدكنز الشهير بـ «بويكا»، وفي سباق أفلام عيد الفطر يشارك بفيلم "حملة فرعون" لـ عمرو سعد ويسير على نفس الوتيرة أيضاً، وضم للفيلم الملاكم الشهير مايك تايسون، وممثل مسلسل «game of thrones» هافبور جوليوس جورنسون.
ومن جانبه قال الناقد الفنى أحمد سعد الدين لـ «أهل مصر»، بشأن تحول السبكى لتقديم افلام الاكشن وجذب نجوم عالميين، أن السبكي لم يترك الأفلام الكوميدية لكنه منتج شاطر ناجح ويعرف جيداً كيف يربح، فهو يرى الموجة التى يحبها الجمهور ويبدأ فى العمل عليها، وفى العام الماضى قدم فيلم «حرب كرموز»، وهذا العام «حملة فرعون»، مشيرًا إلى أن أي منتج يحرص على رؤية الموجة التى يحبها الجمهور ويسير على نهجها، وأفلام السبكى تحقق الإيرادات لأنه منتج شاطر، والمنتج الجيد ينتج فيلم أو اثنين من العيار الثقيل وبجانبهم ثلاثة أو 4 أفلام خفيفة.
وأوضح أن السبكي يسير بشكل جيد فى هذا الأمر وينجح من خلاله، والجمهور في الوقت الحالي ومنذ عامين أصبح يميل لأعمال الاكشن، سواء فى الدراما أو السينما، وبالتالى المنتجون يعملون على مواكبة هذا التغيير، وفى أفلام عيد الفطر نجد 5 أفلام تتنافس منها فيلمين أكشن وأخر حربى وفيلمين كوميدى، وفى مسلسلات رمضان معظم الأعمال كانت عبارة عن أكشن.
أما الناقد الفني عصام زكريا فقال: "شئنا أم أبينا محمد السبكي واحد من أهم المنتجين في السينما المصرية وأقدمهم، وقدم كثير من الأفلام دون اللجوء للخلطة التجارية، فأنتج أفلام لـ أحمد زكي ومحمود حميدة وجميع النجوم وقتها، وعندما تغيرت الحياة وصناعة السينما، اضطر للتغير، والسينما بالنسبة له عبارة عن شيء جماهيري ومكسب وليس بهدف الذهاب للمهرجانات ولا الحصول على الجوائز ولا تلقى إشادة من النقاد ولا أن يقال عليه مثقف، وهو لا ينكر هذه الحقيقة".
وأضاف "زكريا" أنه يجب أن نتعامل مع السبكي على أساس أنه يعمل أفلام تجارية تجنى الارباح ويراها الجمهور ويفرح بها، والسبكي نجح فى السنوات السابقة فى عمل الخلطة الخاصة به وكانت ناجحة فى ظل انهيار السينما، وأفلامه الوحيدة اللي كانت تحقق الإيرادات، والإعلام هاجمه بشدة واتهمه بأنه يقدم محتوى دون أي قيمة ومخل بالآداب، لكن عندما نرى أفلام السبكي لن نجد أي شئ يخالف تراث السينما المصرية منذ انطلاقها.