في الساعة العاشرة صباحاً، وصل إلى ساحة "خوخلوفسكي" الروسية الكثير من الشبان حليقي الرؤوس مفتولي العضلات الذين يرتدون البذلات الرياضية، وانتشروا بشكل كبير في المنطقة ليقوموا بدور الناصحين لهم والموبخين لهم في نفس الوقت، حيث قاموا بتوبيخ بعض الشبان لاحتسائهم الكحول في مكان عام،ثم اندلع شجار بين الطرفين تبعه تراشق بالزجاجات، وسرعان ما اخرج الرياضيون من جيوبهم عبوات رذاذ الفلفل وسلّطوها على من قاومهم قبل ان يبدؤوا برشها في الأرجاء،وظهر في بعض الفيديوهات عدد من الضحايا وهم يضعون أيديهم على أعينهم ويضربون الارض بأرجلهم، وعدما وصلت الشرطة اعتقلت الضحايا وليس اصحاب السترات الرياضية، وفقاً لصحيفة برافادا الروسية.
من هم أصحاب السترات الرياضية في روسيا؟
هم مجموعة أطلقت علي نفسها "الهيبسترز" أو "الأسد في المرصاد" يتبعون نهج "الحياة الصحية والنظامية"، وتعود فكرة تأسيس المجموعة إلى أحد النازيين الجدد والهدف من تلك المجموعة حماية النظام العام والنظام الاخلاقي في روسيا من خلال مهاجمة اي شخص يدخن او يشرب او يتفوه بالفاظ سيئة.
اقرأ أيضاً.. رعب فى مالي عقب ذبح 24 طفلًا على يد جماعة إرهابية
هل تكسب مجموعة "الأسد في المرصاد" مالياً؟
الفريق يصور"مداهماته العلنية لفرض النظام،ثم يرفعها على منصة يوتيوب فيجني عوائد كبيرة من الاعلانات بفضل مليوني متابع لقناته، وينشط الفريق إلى حد ما منذ العام 2014 ولكنه كثف عملياته خلال الاشهر القليلة الماضية.
و"لأسد بالمرصاد" ليس أول مشروع من نوعه يظهر في شوارع روسيا خلال السنوات الأخيرة ولا هو الأول الذي يشارك فيه "مكسيم لازوتين" مؤسسه وأحد النازيين الجدد.
اقرأ أيضاً.. حريق هائل في حقل نفطي مشترك بين إيران وقطر.. هل انتقمت السعودية من طهران؟
فقد تعاون لازوتين على مدى سنوات مع مكسيم مارتسنكيفيتش وهو ينتمي مثله إلى النازيين الجدد ويلقب بـ"تيساك"،ونفذ الرجلان معاً عشرات من عمليات "مصيدة العسل"، أي عمليات استدراج رجال مثليي الجنس من طريق التغرير بهم ووعدهم بعلاقات مع مراهقين. اما الفيديوهات التي صورها تيساك ولازوتين تحت شعار "مناهضة التحرش بالأطفال" فصادمة- ويعود ذلك ايضاً إلى درجة العنف الشديدة والذل اللذان الحقاه بضحاياهم.
حين اعتُقل تيساك في كوبا في العام 2014 بتهمة التطرف، نقل لازوتين نشاطه إلى عملية اخرى لها ارتباطات بالكرملين، ويترجم اسم عملية "ستوبخام" تقريبياً بـ "صدّ الوقاحة"، واستوحي هذا النشاط من اعضاء سابقين في حركة الشباب الموالية للحكومة "ناشي" التي ما عادت ناشطة الآن، وكان الناشطون ضمن هذه الحركة يؤدون دور شرطة السير فيضعون ملصقات يصعب نزعها على السيارات المركونة بشكل مخالف للقانون، وقبضوا على سياسيين معروفين ومشاهير وغالباً ما كانت الفيديوهات التي يصورونها مشحونة بالعنف ولكنها كانت تلقى انتشاراً واسعاً.
والآن كما في الماضي، تشير المؤشرات إلى تمتع "لازوتين" ورفاقه من حراسة القانون من العامة ، فلم يتخذ اي اجراء ضد نشطاء "الاسد بالمرصاد" على الرغم من توافر الادلة على شنهم هجمات،وحتى أن بعض أفراد الشرطة قد رافقوا هذه الهجمات.
كما تلقى الفريق مرتين، على أقل تقدير، بين عامي 2014 و2015 منحاً حكومية تعادل 12 مليون روبلاً (أي 150 ألف جنيه استرليني تقريباً) لقاء خدمات "السيطرة الاجتماعية" لإنفاذ قوانين منع التدخين في روسيا وذلك بحسب وثائق حكومية رسمية.