"الحوائط باللون الأسود مثل أيامهم".. خبراء ليبيين يكشفون مفاجآت داخل المعتقلات الليبية

إن المشهد السياسي الليبي أصبح فوضويا وخاليا من الحلول الواقعية، في ظل توغل الميلشيات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الاخوان الليبية والتي فشلت في الانتخابات السابقة، واستطاعت أن تشكل جماعة مسلحة في مناطق مختلفة هدفها بسط سلطتها على البلد المعتمدة على تدفق الدعم العسكري من تركيا والدعم السياسي والاعلامي والفتاوي الدينية من قطر، بالإضافة إلى ماترتب على تولي حكومة الوفاق الوطني لمقاليد السلطة في ليبيا وماتبع ذلك من سرقة المال العام.

كشف الخبير الليبي الدكتور محمد علي الزبيدي خلال مؤتمر الدور المصري في استقرار ليبيا عن الأوضاع الإنسانية والقانونية للمعتقلين في ليبيا عن مفاجآت حول الأساس القانوني الذي على أثره تم تسليم اللواء عبد الله السنوسي مدير مخابرات الليبية السابق من موريتانيا إلي ميليشيات تنظيم القاعدة التي كانت تسيطر على ليبيا لفترة وجيزة عقب اغتيال الرئيس الليبي السابق معمر القذافي عقب ثورة ٢٠١١، حيث تم رشوة موريتانيا ب ٢٥٠ مليون دينار من قبل تنظيم القاعدة وفق مستندات نشرتها وزيرة الصحة في هذا الوقت " فاطمة الحمروش" بتاريخ ١٤ نوفمبر ٢٠١٢، وكان بند هذا الاتفاق كالتالي:" أن تتحمل السلطات الليبية نفقات عبد الله السنوسي للمثول أمام القضاء الليبي، هذا البند هو ماسمح بتسليم أموال "تحت الطاولة" من الحكومة المؤقتة التي رأسها عبد الرحيم الكيب حينها، الي الحكومة الموريتاني.

اقرأ أيضاً.. في تصريحات خاص لـ"أهل مصر".. "محمد على الزبيدي" يكشف عن مكان تواجد "سيف الإسلام القذافي" الحالي (فيديو)واضاف " الزبيدي" أن الاتفاق نص على التالي :" البند الأول وضع السنوسي تحت تصرف السلطة الليبية تنفيذا لقرار قاضي التحقيق، البند الثاني أن تتحمل السلطات الليبية نفقات نقل السنوسي لمثوله أمام القضاء الليبي، البند الثالث من الاتفاقية على أن تلتزم السلطات الليبية بضمان تأمين سلامة السنوسي البدنية ومعاملته وفقا لأصول الإنسانية وباعادته الي السلطات الموريتانية فور استغناء الهيئات القضائية الليبية عن وجودها امامها، ونص البند الرابع على أن تلتزم السلطات الليبية باحترام الاتفاقيات والأعراف الدولية المتعلقة بالاجراءات المتبعة.

وأشار إلي اعتراف نائب رئيس الوزراء الليبي حينها مصطفي بوشاقور الذي رأس المجموعة التي ذهبت لموريتانيا للتفاوض على تسليم عبد الله السنوسي بأن المبلغ الذي تم دفعه كان لمساعدة موريتانيا، لكن الحكومة الموريتانية سارعت الي نفي شبهة الصفقة حيث قال الناطق باسم الحكومة الموريتانية " محمد الامين ولد الشيخ"، أن التسليم جاء بناء على اتفاقية التعاون القضائي بين الدول العربية.

وقال بعد أن تم الاتفاق على صفقة التسليم وتحديد قيمة المقابل المالي لذلك بالإضافة لما قدمته الحكومة القطرية والحكومة التركية من أموال ووعود استثمارية، ومباركة هذا الاتفاق من هيئة علماء المسلمين ومقره الدوحة وصدور فتوى دينية مدفوعة الاجر ونص الاتاقية كان كالتالي وفقاً للاوراق المرفقة:

كيف يعامل المعتقلين تحت حكم الميلشيا المسلحة في ليبيا؟

لعل أبرز معتقل يتم فيه التعذيب بشكل لا يتحمله عقل في ليبيا هو ما يطلق عليه "مؤسسة التأهيل والإصلاح" أو "معتقل الهضبة" كما يشاع أسمه وكان هذا سابقاً كلية لتخريج ضباط الشرطة ويتكون من عنابر وصالات دراسية جرى تحويلها خلا شهرين فقط من قبل تنظيم القاعدة إلى زنازين، ومعتقل الهضبة هو سجن "شديد الحراسة" به أكبر عدد من رموز النظام السابق و غرفه ضيقة للغاية، وداخل معتقل الهضبة يوجد سجن آخر تحت الأرض يسمى "الحفرة"، وفي ذلك السجن ممنوع دخول أطباء و الطعام مرة واحدة كل ثلاث أيام والماء يشوبه "القذارة"، ويتم تعذيب المعتقلين فيه يومياً ليس لإخراج اعترافات معينة بل للانتقام من قبل الميلشيات المسلحة.

اقرأ أيضاً.. خبير ليبي يكشف لـ"أهل مصر" استمرار تدفق الأسلحة المهربة لمصر (فيديو)

وكشف الخبير الليبي في المؤتمر أن "أحد المعتقلين في سجن الهضبة يدعى "أبو صوة" وكان مستشار الهيئة العامة للأوقاف عن حديثه مع عبد الله السنوسي حيث قال : أن "الفراق قبل الأخير بين القذافي ورئيس مخابراته كان في بني وليد عقب ذلك الاجتماع، الذي أشرت إليه مع الضباط، لكن الفراق الأخير كان بعد أن توجه السنوسي من الجفرة إلى القذافي في الحي رقم 2 في سرت لكي يخبره بمقتل نجله خميس. 

بعد ذلك تلاحقت الأحداث سريعا، وفقاً لـ"أبو صوة" الذي نقل عنه الخبير الليبي حديثه حيث انسحب "السنوسي" مرة أخرى إلى الجنوب، ثم انتقل إلى النيجر، ومنها إلى مالي، حيث كان معه هاتف ثريا يجري منه اتصالاته بهوية أخرى، كما كان يحمل جواز سفر باسم مختلف، ومن مالي سافر إلى المغرب حيث جرى رصده هناك، وطلبت منه السلطات المغربية مغادرة البلاد،ومن هناك انتقل إلى موريتانيا.

وأضاف أبو صوة قائلا: "مما حدثني به عبد الله السنوسي أنه في أول زيارة لزوجته له بعد أن استقر في فيلا في معسكر بموريتانيا، قالت له: يا عبد الله جهز نفسك سيتم تسليمك، وقد انزعج السنوسي من تحذير زوجته له وشعر بإحباط وتشاؤم، وقال لها: كيف تفكرين هكذا؟ وبعد أيام جرى تسليمه إلى ليبيا بالفعل.

وقال الخبير الليبي "محمد على الزبيدي" أن الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة حولت غرف الدراسة والمحاضرات في كلية الشرطة بطرابلس إلى سجن وزنازين حديدية تحت الارض ومن يدخله لا يسمع صوت أي شيء، وكله مطلي من الداخل باللون الأسود، سواء الممرات أو الجدران، وكل زنزانة فيه مطلية بالأسود بالكامل، ومنعدمة الإضاءة، وفيها حمام صغير جدا، بحيث حينما تراه للوهلة الأولى تقول إنه يستحيل أن تتمكن من الدخول إليه لقضاء حاجتك،واضاف الخبير الليبي أن "عبد الله السنوسي" وجميع من كانوا في النظام السابق في عنبر يسمي "الأزلام"

اقرأ أيضاً.. نجلة عبد الله السنونسي: والدي مريض بسرطان البروستاتا بسبب التعذيب ونطالب بمحاكمته بشكل عادل

ليبيا تفتقر لأي عدل قانوني وسط غياب الدولة

وقال المحامي الليبي "محمد العكروتي" أن الوضع في ليبيا "لايسمح بإصدار أو تنفيذ أحكام بالإعدام، في ظل غياب القانون وسطوة الميلشيات على السلطة القضائية في طرابلس، إضافة إلى عدم وجود أي إثباتات أو أدلة ضد المتهمين، متسائلا عن عدم محاسبة المجرمين الذين ارتكبوا مجازر جماعية منذ ثورة 2011 حتى الآن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً