اعلان

"انت تريد الحرب لك ماتريد".. هل سيتم ضرب إيران بعد تفجيرات خليج عمان؟.. خبير عسكري: تداعيات الهجمات السابقة بأكملها ستكون أمنية وليست اقتصادية

كتب : سها صلاح

تصاعدت الأزمة في الخليج مجددًا، بعد تطورات عسكرية وأمنية وقعت خلال الساعات الـ 48 الماضية، بدءاً باستهداف مطار أبها السعودي بصاروخ كروز حوثي وانتهاءً بهجوم طال ناقلتي نفط قبالة السواحل الإيرانية في الخليج.

التطورات المتسارعة والتي تصب جميعها في ملف الصراع الأميركي – الإيراني وفق مركز "ميدل ايست فوريم" الفرنسي للدراسات، قد تؤدي إلى تصعيد أكبر خلال الساعات القليلة المقبلة في حال ثبت تورط إيران في الهجوم الذي وقع اليوم في الخليج، خاصة وأنها كانت اتهمت بالمسؤولية عن هجوم مشابه طال ناقلتي نفط سعوديتين،

تعليق إيران يتنصل من مؤامراتها ضد الخليج

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن حادث ناقلتي النفط في خليج عمان اليوم الخميس “مريب”، ودعا إلى حوار إقليمي لتجنب التوتر.

اقرأ أيضاً.. موقع "إنتل سكاي" يكشف مفاجأة بشأن تفجيرات خليج عمان

حيث علق "ظريف" عبر تغريدة عبر تويتر قال فيها: "وردت أنباء الهجمات على ناقلتي النفط المرتبطتين باليابان في خليج عمان بينما كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يجتمع مع الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي لإجراء محادثات واسعة وودية، مضيفاً : "وصف مريب أقل بكثير من أن يصف ما حدث هذا الصباح، منتدى الحوار الإقليمي الذي اقترحته إيران ضرورة حتمية".

وأصدرت الخارجية الإيرانية بياناً قالت فيه إن حادثة ناقلتي النفط ببحر عمان تتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية لخفض التوتر في المنطقة،وأضافت في البيان الذي تناقلته وسائل إعلام إيرانية: "نجدد تأكيدنا ضرورة اعتماد التعاون والحار بين دول المنطقة لحفظ أمنها واستقرارها".

كان مصدر مطلع إيراني قال لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا"، إن ناقلة النفط الاولى تعرضت لحادث في الساعة 8:50 صباح اليوم الخميس على بعد 25 ميلاً من جاسك، مضيفاً أن “هذه الناقلة ترفع علم جزر المارشال ومحملة بالإيثانول كانت قادمة من ميناء الروس القطري ومتوجهة إلى تايوان”.

وأشار المصدر، إلى ان "23 فرداً من أفراد طاقم هذه السفينة القوا بأنفسهم في الماء بعد الحادث وجرى انتشالهم من الماء من قبل سفينة عابرة وذلك بالتنسيق مع مركز البحث والانقاذ البحري في هرمزكان ومن ثم جرى تسليمهم إلى سفينة انقاذ ايرانية".

اقرأ أيضاً.. هجوم خليج عمان.. رئيس الشركة المالكة لـ"كوكوكا كاريدجس": سفينتنا أصيبت بقذيفة

كشف المصدر أيضاً، أن حادثاً ثان وقع بعد ذلك في الساعة 9:50 على بعد 28 ميلاً من ميناء جاسك واستهدف ناقلة التي ترفع علم بنما محملة بـ”الميثانول” من موانىء السعودية وفي طريقها نحو سنغافورة، موضحاً أن "21 فرداً من طاقم هذه الناقلة ألقوا بأنفسهم في المياه وجرى انقاذهم بالتنسيق مع مركز البحث والانقاذ البحري في هرمزكان وتسليمهم إلى سفينة انقاذ بحرية".

صراع مسلح بين امريكا وإيران في الطريق

فيما قال اللواء أحمد عبد الحليم أستاذ العلوم الاستيراتيجية بأكاديمية ناصر وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية إن الهجوم يثير من المخاوف التي تؤدي إلى نشوب صراع مسلح بين إيران والولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

واشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين يتهمون إيران بتسليح الحوثيين وتدريبهم، في حين تنفي طهران تزويدهم بالأسلحة، لكنها تقول إنها تؤيد قضية جماعة الحوثي.

وقال إن الدبلوماسيين يخشون منذ مدة طويلة أن تمتد الحرب الأهلية في اليمن إلى الصراع الإيراني السعودي الأوسع نطاقًا، إذ تتهم الرياض طهران بتقديم الدعم اللوجستي والتقني للحوثيين.

اقرأ أيضاً.. هجوم خليج عمان.. حادث منسق بصاروخ طوربيد.. هل تصعد إيران الأزمة مع دول الخليج؟

واضاف أن التداعيات ستكون أمنية أكثر من كونها اقتصادية، إذ لن يكون هناك تأثير مباشر على احتياج النفط من منطقة الخليج جراء الحادث، مشدداً على أنه لن يتم الاستغناء عن النفط الخليجي، إلا أن التداعيات ستكون على العلاقات الأمنية خاصة إذا تم إثبات تورط جماعة الحوثي وراء الهجوم، مرجحاً تورط تلك الميليشيا في الهجوم بمثابة رسالة للوساطة اليابانية.

وأوضح أن جماعة الحوثي تقف وراء الحادث بإيعاز من إيران، وأن تلك الجماعة تقوم بحرب بالوكالة، سواء كانت داخل اليمن أو خارجها، ورأى أن طهران تسعى لأن تكون على أجندة ترتيبات الأمن وحماية الأمن في الخليج العربي وهو ما ظهر في تصريحات الرئيس الإيراني بإشراك بلاده في التحقيقات، مؤكداً أن ما حدث اليوم هو محاولة لكسب مزيد من التفاوض مع الولايات المتحدة والخليج العربي.

وتابع أن إيران تريد أن تبعث برسالة بأن الحرب لن تكون حرباً تقليدية بل حرب ميليشيات وعصابات، من خلال التنظيمات سواء باليمن أو العراق أو غيرها، عبر التهديد أو القيام بعمليات تمس المصالح الغربية والخليجية، واصفاً إياها بأنها حروب مُستنزِفة وخسائرها كبيرة.

واتهمت الولايات المتحدة إيران بأنها تقف وراء هذا الهجوم حيث تم ربط ما يبدو أنه ألغام صغيرة ببدن السفن ولكن لم تغرقها، ولم يصب أحد بأذى، تعرضت اثنتان من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وناقلة نفط نرويجية واحدة للأذى.

الحادث يوم الخميس هو أكثر خطورة، فقد تم إرسال البحرية الأمريكية للمساعدة، ويبدو أن ناقلتين كانتا متجهتين من الإمارات العربية المتحدة والموانئ السعودية على التوالي إلى تايوان وسنغافورة قد تأثرتا، وتم إخلاء الطواقم من السفن،هذه مشكلة كبيرة لحركة النفط في العالم في مضيق هرمز وتمثل تصعيداً هائلاً.

ولكن ما الذي تربحه إيران من خلال القيام بذلك مباشرة بعد زيارة وزير الخارجية الألماني والزيارة الحالية لرئيس الوزراء الياباني؟ وتسعى اليابان وألمانيا إلى تخفيف حدة التوتر.

لماذا تورط فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، المشتبه به المعتاد، في إفشال العمل الذي يقوم به الرئيس "حسن روحاني" ووزير الخارجية "جواد ظريف" للالتفاف على العقوبات؟

من الواضح أن النظام الذي يستهدف ناقلات النفط ليس هو النظام المعتدل كما يريد تصوير نفسه وليس هو الضحية.

لقد تظاهرت إيران بأنها ضحية "الإرهاب الاقتصادي" الأمريكي، لكن ضرب ناقلات النفط هو إرهاب اقتصادي فعلي.

حيث قادت وسائل الإعلام الإيرانية القصة في البداية، ولكن الآن بعد أن ظهرت مزاعم بأن طوربيداً ولغماً مغناطيسياً تم استخدامه، فإن وسائل الإعلام السعودية والإعلام الغربي هي التي تكشف التفاصيل.

تأتي التأكيدات من القوات البحرية الأمريكية والبريطانية وتايوان ومصادر الشحن المختلفة في المنطقة،هذه الحادثة إذا ثبت أنها ناجمة عن طوربيدات أو إيران فستتطلب ردّاً أمريكيّاً.

سياسة إدارة ترامب هي التهديد والعقاب فهي لا تريد الحرب لكن الآن داخل الإدارة سيتعين إجراء مناقشات حول كيفية الرد بمجرد اتخاذ قرار، وسوف ينشر هذا الحادث بعض الخوف والذعر على طول الخليج؛ لأن كل هذه الناقلات والموانئ مكشوفة.

كما أظهرت إيران من خلال تدريباتها البحرية أن لديها مجموعة متنوعة من الأسلحة تحت تصرفها، وهذا يشمل صواريخ دقيقة وكذلك طائرات بدون طيار.

أطلقت وحدة من الميليشيات الحوثية التي تدعمها إيران مؤخراً صاروخاً استهدف مطاراً سعودياً كما هاجم الحوثيون المملكة العربية السعودية بطائرات بدون طيار وصواريخ بمئات الكيلومترات.

هذا مثال واحد فقط على قدرة إيران على ذلك، وهي تعرف أنها يمكن أن تبحث عن نقاط ضعف ضد حلفاء الولايات المتحدة، وأن الحلفاء لا يمكنهم الرد لأن أيّاً منهم لا يمكن أن يخاطر بحرب كبيرة مع إيران فالحرب ستزعزع استقرار الخليج بأكمله.

هناك قضية أخرى تتعلق بمؤتمر البحرين المقبل في 25 يونيو، وقد نجحت الولايات المتحدة في الحصول على دعم للمؤتمر الذي سوف "يساعد الفلسطينيين" ولكن مثل هذه الحوادث سوف تحول الأولويات.

التوترات في الخليج هي بالضبط ما لا تريده الولايات المتحدة في ظل اتجاه صندوق النقد الدولي والأردنيين وعدد كبير من حلفاء الولايات المتحدة الآخرين إلى البحرين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً