يسأل بعض المسلمين هل نعترف بالذنوب للمفتي أو شيخ المسجد لنتوب عنها وهل يوجد اعتراف في الإسلام؟ بمعنى هل يوجد اعترف في الدين الإسلامي وهل من الجائز أن نعترف للشيخ بالذنوب أو أن نعترف للمفتي بالذنوب؟ وهل من الجائز شرعا أن يجلس مسلم أمام شيخ أو مفتي ليعترف له بذنوبه حتى يتوب منها ؟ حول هذه التساؤلات ذهب الأمانة العامة لدار الإفتاء إلى أن الأصل في المجاهرة بالمعاصي أنه أمر منهي عنه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه» أخرجه البخاري في صحيحه .
هل نعترف بالذنوب للمفتي أو شيخ المسجد لنتوب عنها
ولكن دار الإفتاء المصرية ذهبت إلى أنه لا يعد الاستفتاء عن أمر وقع فيه المستفتي مما يخالف الشرع من قبيل الجهر بالمعصية، بل هو مما استحسنه الشرع، لا سيما إذا كان يلتمس المخرج مما وقع فيه، واستندت دار الإفتاء المصرية في ذلك إلى ما قاله الإمام المناوي الشافعي حول هذا الموضوع فقال: فيكره لمن ابتلي بمعصية أن يخبر غيره بها، بل يقلع ويندم ويعزم أن لا يعود، فإن أخبر بها شيخه أو نحوه مما يرجو بإخباره أن يعلمه مخرجا منها، أو ما يسلم به من الوقوع في مثلها، أو يعرفه السبب الذي أوقعه فيها، أو يدعو له، أو نحو ذلك فهو حسن، وإنما يكره لانتفاء المصلحة، وقال الغزالي: الكشف المذموم إذا وقع على وجه المجاهرة والاستهزاء لا على السؤال والاستفتاء؛ بدليل خبر من واقع امرأته في رمضان، فجاء، فأخبر المصطفى صلى الله عليه واله وسلم، فلم ينكر عليه