بعيدًا عن الحرب وما آلت إليه الأمور في سوريا، وكنتيجة طبيعية للاستقرار ولدت قصص حبي بين سوريين ومصريين، ربما لم تخلوا من رغبة الطرف الأول في الحصول على الجنسية، ليتساوى بالمواطن المصري، فتحكى «سامية» الفتاة المصرية التى التقت بـ «رشيد» الشاب السوري في منتدى تعليمى بالصدفة قصة حبهم، حيث اكتشف الطرفان أن بينهم صفات مشتركة تكمن في طريقة التفكير والتحرر من القيود المجتمعية تحت مسمى العادات والتقاليد ليصبحان أصدقاء وبعد فترة وجيزة دامت 8 أشهر يفاجئ «رشيد» صديقته المصرية بحبه لها لتعترف له الأخيرة أنها تبادله نفس الشعور.
وتقول: «عند طلب الزواج منها كانت أولى المشكلات التى واجهتهم أنه يحمل جنسية غير مصرية مما زاد قلق والديها عليه وخاصة فى ظل الأزمة السورية وخوفًا من أن يتطلب الأمر أن تسافر معه، وبعدما تمكنا من إقناعهم تظهر لهم مشكلة تحضير أوراق الزواج والتوثيق في القنصلية إلى أن انتهت العقوبات وتمكنوا من الزواج في عام 2017 وفي انتظار مولودهم الأول خلال الشهور القادمة».
يذكر «رشيد» أنه تمكن من استكمال دراسته فى مصر وحصل على دكتوراه فى إدارة الأعمال واستطاع تنفيذ مشروعه الخاص ليفتح سلسلة محلات حلويات بأكثر من حى بمدينة 6 أكتوبر وذلك برفقة أصدقائه المصريين وليس السوريين فقط.
ويحكى ملهم حسن، صاحب محل كوافير رجالي فى مدينة 6 أكتوبر، أنه استطاع أن يحظى بعدد كبير من الزبائن المصريين والسوريين بوقت قصير، وأصبح محله يحمل شهرة وسمعة بالمنطقة، بعدما أتى إلى مصر عام 2015 ونقل حياته وعمله من دمشق إلى مصر.
ويروي علي جمعة لاجئ سوري آخر، ويعمل سائق فى القاهرة ويقول: «إن الحياة في مصر لا تختلف كثيراً عن الحياة في سوريا فى الأماكن تشبه بعضها حتى المسميات الخاصة بالمناطق فهناك أماكن بالعاصمة السورية تحمل نفس أسماء أماكن بالقاهرة، على سبيل المثال منطقة تدعى (الموسك) في دمشق هي منطقة تجارية شهيرة وتشبه منطقة الموسكي والعتبة بالقاهرة، كما توجد بدمشق منطقة السيدة زينب وبها ضريح السيدة زينب وهو من آل البيت ولها مريدوها وزوارها من كل مكان، مثل القاهرة».
وتعتبر منطقة «بيت العيلة» في شارع الأمريكية بمدينة السادس من أكتوبر أكبر مستوطنة سورية للاجئين السوريين في مصر، حيث أطلقوا عليها المنطقة السورية لقلة المصريين بها، ومحاولة استثمار الأموال وتشغيلها، ولأن الجميع يزايد عليهم في الأسعار والإيجارات ويعاملونهم كأجانب، تتميز هذه المنطقة بانخفاض الإيجارات، لذا فتحولت إلى أشبه بمدينة سورية صغيرة مغلقة عليهم بعد أن هرب عدداً من السوريين لكثرة أعمال التحرش والبلطجية في منطقة مساكن عثمان، وامتلأت بالمطاعم للأكلات السورية وأطلقوا عليها « دمشق الصغيرة».
ويقول «أبو النور» أحد السورين في مدينة أكتوبر «إن هناك الكثير من الصعوبات نواجهها منذ قدومنا إلى مصر، بداية من ناحية الإقامة، والعمل داخل مصر فبعض منا يقوم بالتوجه إلى أحد أقاربه من أجل المساعدة، أو التوجه إلى التجمعات السورية، بحثا عن العمل، فالبعض منا من يلقى الدعم عن طريق اقتراض بعض الأموال من أجل إقامة مشروع معين إلى أن ينجح فيه، ويقوم برد المبلغ إلى صاحبة، وآخر يبحث عن فرصة عمل في أحد المحال السورية، وتقوم لرابطة بتوفير له المسكن إلى أن يستطيع الاعتماد على نفسه».
من جانبه قال رئيس رابطة الجالية السورية تيسير النجار، إن هذه الرابطة بدأت منذ توجه السوريين في عام 2012، وحاصلة على ترخيص من وزارة الشئون الاجتماعية.
وأضاف تيسير، في تصريحات لـ «أهل مصر»، أن هدف الرابطة هو مساعدة اللاجئ السوري، منذ قدومه إلى مصر، ونقل همومه ومشكلاته لحكومات الدول التي يعيشون فيها بغية حلها، ومن هذه الدول مصر التي يزيد عدد السوريين فيها عن نصف مليون.
وتابع أن هذه الرابطة تتلقى دعم ومساندة من الحكومة المصرية، وأنها تعتبر الوسيط بينهم وبين المواطنين المصريين، الذين يقومون بدعمهم ومساعدتهم مادياً ومعنوياً، من خلال إمدادهم بالمواد الغذائية والأدوية، وإتاحة أماكن للسكن.
نقلا عن العدد الورقي.