أكد الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني المعارض، خالد عمر، في حوار له مع قناة "يورونيوز" نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، أن المجلس العسكري اختار أن "يدمر مشروع الشراكة الوطني، الذي يجمع بينه وبين قوى الثورة منذ ارتكابه مجزرة 29 رمضان"، بعد أن فض اعتصاما أمام مقر القيادة العامة بقوة الحديد والنار ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين قدرتهم المصادر الطبية بـ 113 قتيلا على الأقل، سقطوا يومها وفي حملة أوسع أعقبت ذلك.
اقرأ أيضاً: المجلس العسكري السوداني: تم إحباط أكثر من انقلاب ونتحفظ على مجموعتين مختلفتين
وأشار عمر إلى أن "المجلس العسكري وضع نفسه في الكفة الأخرى في مواجهة الشعب السوداني"، مشددا أن "قوى الحرية والتغيير تقف إلى جانب الشعب السوداني".
اقرأ أيضاً: المعارضة السودانية تطالب بإجراء تحقيق محايد في فض الاعتصام
وأكد عمر أن هذه الجبهة المعارضة التي وقفت في السابق بوجه نظام الرئيس المخلوع عمر حسن البشير تعيش اليوم في مواجهة مع المجلس العسكري الانتقالي.
ولفت عمر إلى أن هذه القوى وضعت عددا من الطلبات، مشددا على ضرورة تحقيقها قبل استئناف العملية السياسية. وبحسب المعارض السوداني البارز، فقد تم إرسال هذه المطالب إلى المجلس العسكري عن طريق الوسيطين، الإثيوبي والاتحاد الإفريقي.
تتمثل أهم هذه المطالب بالنقاط التالية:
_ تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في أحداث الثامن من رمضان التي راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى في ساحة الاعتصام بالخرطوم وأحداث التاسع والعشرين من رمضان.
_ سحب قوات الدعم السريع والقوات المسلحة من الطرقات وعودتها إلى ثكناتها وإنهاء الوجود العسكري المكثف في المناطق المدنية.
_ إطلاق سراح المعتقلين وعودة خدمة الإنترنت.
وعن تدخل القوى الإقليمية، قال عمر إن "بعض الأطراف السودانية هي من يتحمل مسؤولية هذه التدخلات ومن مختلف الدول"، مشدداً على أن ما يحدث في السودان هو شأن داخلي، مناشدا "الجيران" للوقوف إلى جانب الشعب السوداني وليس إلى جانب "أعدائه" في إشارة إلى ما وصفها بكل القوى التي تعادي هذا الشعب أيا كانت.
وأردف خالد عمر أن "الثورة أتت لمعالجة قضايا عديدة، أبرزها إقامة علاقات خارجية إيجابية ومتوازنة مع محيطنا الإقليمي والدولي، البشير دمر علاقات السودان مع الخارج وحول علاقاتنا مع الدول المجاورة إلى علاقات تدخل بشؤون الآخرين، لذا خرجت الثورة لتخالف هذا الدور".
ورفض عمر إطلاق تسمية المعارضة على قوى الحرية والتغيير، مشيرا إلى أن "السودان اليوم بلا حكومة شرعية وإن كان هناك من شرعية فهي تعود لقوى الحرية والتغيير التي يلتف الشعب السوداني من حولها بصورة غير مسبوقة.
ويحظى المجلس العسكري بدعم من السعودية والإمارات اللتين عرضتا معا مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
وعزل الجيش الرئيس السوداني عمر حسن البشير البالغ من العمر 75 عاما، بعد احتجاجات امتدت لأسابيع عدة، وبلغت ذروتها بالاعتصام أمام مجمع وزارة الدفاع.
وما زالت الاحتجاجات مستمرة، ويقول قادتها إنها لن تتوقف قبل أن يسلم المجلس العسكري الانتقالي، الذي يدير شؤون البلاد حاليا، السلطة لقيادة مدنية قبل إجراء انتخابات.