بدأ العد التنازلي لاستضافة مصر لبطولة كأس الأمم الإفريقية "كان 2019"، حيث تنطلق منافسات البطولة الأهم في القارة السمراء في الحادي والعشرين من شهر يونيو القادم، ويبقى ملف تأمين الحدث الرياضي الشغل الشاغل للدولة المصرية، خاصة أن البطولة جاءت لتظهر للعالم الاستقرار الأمني الذي تعيشه البلاد في الفترة الأخيرة.
البطولة تقام لأول مرة بمشاركة 24 منتخبًا، وتستضيف 4 محافظات المجموعات الست، بواقع 3 مجموعات بمحافظة القاهرة، ومجموعة بكل من الإسكندرية والسويس والإسماعيلية.
ويستضيف ستاد القاهرة مباريات المجموعة الأولى، التي تضم مصر والكونغو الديمقراطية وأوغندا وزيمبابوي، فيما تلعب منتخبات المجموعة الثانية المكونة من نيجيريا وغينيا ومدغشقر وبوروندي على ستاد الإسكندرية، وتتنافس منتخبات المجموعة الثالثة بالدفاع الجوي، والتي تضم السنغال والجزائر وتنزانيا وكينيا.
والمجموعة الرابعة باستاد السلام، وتضم المغرب وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا وناميبيا، والخامسة في السويس وتتكون من تونس ومالي وموريتانيا وأنجولا، وأخيرًا المجموعة السادسة بالإسماعيلية، حيث تتنافس منتخبات الكاميرون وغانا وبينين وغينيا بيساو.
وتستعد وزارة الداخلية لوضع اللمسات النهائية لخطة تأمين البطولة، حيث تعمل جميع قطاعات الوزارة على إنهاء استعدادتها الأمنية بالتنسيق مع القوات المسلحة؛ للخروج بأقصى معدلات التأمين لجميع المباريات والمنتخبات المشاركة وجمهورها الحاضر معها.
ويشمل التأمين خطوط سير المنتخبات من وإلى أماكن الإقامة وحتى أرض الملعب، وعودتها مرة أخرى.
وفي هذا الصدد أكد أحمد مجاهد، عضو اتحاد الكرة، والمنسق العام للبطولة، أن اجتماعات دورية تُعقد بين اللواء حسام ناجي، رئيس لجنة الأمن باللجنة المنظمة لـ "الكان"، والدكتورة جهاد عامر، نائب رئيس اللجنة المنظمة ورئيس لجنة المتطوعين ومرافقي الفرق، من جهة، ومسئولي وزارة الداخلية من جهة أخرى؛ للوقوف على كل صغيرة وكبيرة متعلقة بتأمين البطولة.
وقال مجاهد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن البطولة ستشهد ظهور أفراد تأمين مدني، من خلال التعاقد مع شركات تأمين، بجانب عناصر وزارة الداخلية، خاصة داخل الاستادات، مشيرًا إلى أن الشباب المتطوعين سيكون لهم دور بارز خلال البطولة، حيث سيكونون بمثابة نقطة الوصل بين الوفود الإفريقية وعناصر الأمن.
وشدد عضو اتحاد الكرة على دور الجمهور المصري في إخراج البطولة بشكل يليق بالحدث الأهم في إفريقيا، مشيرًا إلى أن تعامل الشعب مع الضيوف في الشوارع والملاعب والمرافق العامة والأماكن الترفيهية والسياحية سيكون له مردود كبير، سواء كان إيجابيًّا، وفي هذه الحالة سيخدم اللجنة المنظمة، أو سلبيًّا، وهو ما سيؤثر بشكل عكسي على نجاح البطولة.
وقالت مصادر خاصة لـ "أهل مصر" إن الأجهزة الأمنية أعدت ملامح خطة أمنية كبيرة، بمشاركة ما يقرب من 120 ألف ضابط ومجند، سواء من الأمن الوطني أو العمليات الخاصة أو الأمن المركزي، بالإضافة إلى التدخل السريع، كاشفة عن 6 محاور ستُبنَى عليها الخطة، أهمها عملية تأمين المنتخبات المشاركة والبعثات المصاحبة.
وأضافت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، أن التأمين سيشمل مناطق الإقامة بالفنادق، وأماكن التدريبات وحتى الملعب، موضحة أن تأمين البعثات والفرق سيبدأ من الجو ومنذ دخول طائرات الفرق المشاركة المجال الجوي المصري، حيث تصاحبها طائرات القوات المسلحة المصرية بالتنسيق مع وزارة الداخلية.
وتؤكد المصادر أن قوات تأمين مطار القاهرة رفعت حالة التأهب والطوارئ منذ الآن؛ استعدادًا لاستقبال الوفود التي تسبق الفرق الرياضية؛ لعمل الترتيبات اللازمة لها، حيث تصحبها سيارات الشرطة المصفحة والدوريات الأمنية إلى أماكن الإقامة، مع اتخاذ قطاع تأمين الطرق أعلى درجات الحيطة والحذر، وتعزيز الارتكازات التي ستمر عليها الفرق في طريقها من المطار، وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات، ومضاعفة القوات بها.
وفيما يتعلق بمحور تأمين الملاعب التي ستقام عليها المباريات بالقاهرة والمحافظات، فتم رفع حالة الاستنفار إلى القصوى في مديريات الأمن بها، حيث سيتولى كل مدير أمن عملية الإشراف بنفسه على خطة التأمينات مع مدير البحث الجنائي، ومن ضمنها الملاعب التي سيُنتشَر بمحيطها عشرات المدرعات وسيارات الأمن المركزي وفرق التدخل السريع وفرق مكافحة الإرهاب.
وتضيف المصادر أنه يجرى تمشيط المرافق على مدار الساعة بخبراء المفرقعات والكلاب البوليسية، مع تعزيز منظومة كاميرات المراقبة على مداخل وخارج بوابات الملاعب وبمحيط الاستادات بأعداد إضافية، وربطها بغرفة تحكم بمديرية الأمن؛ لرصد أي تحركات مثيرة للقلق.
وعن عناصر تأمين الملاعب من الداخل فسيتم الدفع بعناصر من المباحث النظامية والسرية على الأبواب بالمدرجات؛ لتسهيل وتنظيم عمليات دخول الجماهير؛ ولملاحظة أية عناصر مثيرة للشغب أو استخدام محدثات الأصوات من الشماريخ، كما أن التأمين سيشمل مناطق المزارت والمتاحف والمناطق الأثرية والسياحية بكافة أنحاء الجمهورية.
ومن المتوقع تكثيف الخدمات الأمنية على كل الطرق المؤدية إلى الملاعب المحددة، بنشر ومضاعفة النقاط الأمنية من إدارة المرور وإدارة تأمين الطرق والمنافذ، بالاشتراك مع إدارة البحث الجنائي بنطاق كل مديرية، مع استمرار قطاع الأمن الوطني في شن الحملات التفتيشية الموسعة على المدن السكنية الجديدة المحيطة بالملاعب، وفحص الشقق المفروشة، والتأكد من هوية قاطنيها؛ لضبط العناصر المتشبه بها، مع توسيع دوائر الاشتباه بمحطات المترو المؤدية إلى الملاعب في القاهرة، كما أن شرطة المرافق سترفع جميع الإشغالات بمحيط الملاعب، والسيارات المتروكة وكل ما يؤدي إلى إشغال الطريق العام وعرقلة الحركة أمام الملاعب.
وشددت المصادر على جاهزية جميع قطاعات وزارة الداخلية، حيث قرر الوزير إلغاء الإجازات والراحات للضباط في كافة المستويات الإشرافية، مع التشديد على حملهم فقط أجهزة اللاسلكي؛ لتلقي التعليمات والتوجيهات من القيادات دون حمل أجهزة الهواتف المحمولة الخاصة بهم.