"الشك"، كلمة كانت كافية، جعلت "أحمد" 24 سنة طالب الهندسة، على حبس والدته داخل مسكنها والتعدي عليها بالضرب، وطعنها عدة طعنات في أنحاء متفرقة في جسدها، مبررًا ذلك بوجود عشيق لها داخل الشقة.
اقرأ أيضا.. قبول استئناف النيابة على إخلاء سبيل 8 متهمين بـ"رابطة أسر المختفين قسريًا"
عقارب الساعة تشير إلى الرابعة عصرًا في منطقة البساتين، سمع الجيران صوت استغاثة سيدة من الدور الخامس، وتوجهوا مسرعين إلى مصدر الصوت، إلى أن رأوا السيدة الخماسينية غارقة في دمائها، وابنها ممسكاً بيده بـ "سكين وزجاجة مياة"، ويردد "أمي خانتني، وأنا لا أحب الخيانة".
وقامت الأهالي بالاتصال بالإسعاف، التي حضرت ومعها سيارة الشرطة، وتمكنت من القبض على المتهم بالتعدي على والدته، الذي أدلى المتهم باعترافات صادمة لرجال المباحث عقب ضبطه، قائلاً: إنه طعن والدته بعد تشاجره معها بعدما وجد شخص غريب داخل المنزل، مضيفًا أنه طعنها بسكين عدة طعنات، ولم يلحق بالشخص الآخر بعد فراره.
اقرأ أيضا.. تأجيل محاكمة 24 متهما في قضية "التخابر مع حماس" لـ 29 يونيو
"أهل مصر"، انتقل إلى موقع الحادث ليروي الجيران، وشهود العيان تفاصيل الحادث، "الست شريفة.. وعايشة في حالها بتربي عيالها.. بعد موت جوزها"، كلمات أجمع عليها معظم جيران الضحية"؛ فيما قال "سمير.ا" أحد شهود العيان" الحاجة أم محمد تبلغ من العمر 50 عامًا، وتعمل مُدرسة في إحدى المدارس الحكومية، وتقوم بتربية أبناءها منذ وفاة زوجها، وابنتها الكبرى متزوجة ولديها أطفال، وتسكن في منطقة مجاورة، ولديها ولدين أحدهما "معاق ذهنيًا"، والآخر طالب في كلية الهندسة، وهو المتهم الذي أقدم على طعن والدته محدثًا لها جروح شديدة في رقبتها ووجهها.
وتابع الشاهد: "أن المتهم ليس مريض نفسيًا، وكان على وعي بالجريمة التي ارتكبها في حق والدته، وأنه ادعى وجود شاب معاها لكي يبرئ نفسه من تلك الجريمة، والأم شقيانه عليهم، وتعيش في حالها".
فيما قال"إبراهيم" عامل وجار الضحية، "يوم الحادث كنت أعمل في المحل، وفجأة سمعت صوت صراخ من الجيران صادر الدور الخامس في العمارة المجاورة، فأسرعت نحوه ووجدت السيدة غرقانه في دمها، وابنها يجلس بجواره وفي يده "سكينة" وبجواره "زجاجة مياه"، ويقول أنا قتلت أمي هاتولي الحكومة".
وأضاف الشاهد، فجأة وجدنا المتهم يصعد فوق السطوح ويردد "أمي خانتني وأنا مش بحب الخيانة"، ولكننا قمنا بحبسه داخل العمارة حتى لا يتمكن من الهرب، وتوجهنا إلى مستشفى لإسعافها، واتصلنا بالشرطة واصطحبته إلى قسم الشرطة؛ فيما قال محمد لـ"أهل مصر": "الست دي بتحب عيالها جدًا، وابنها لم يفعل مشكلة معها مسبقا في المنزل أو خارجه، ولكن تغيرت حالته بعد تعرفه على أصدقاء السوء وبدأ يقبل في تعاطي المواد المخدرة".
البداية كانت مع تلقى قسم شرطة البساتين، بلاغًا من شرطة النجدة بوجود قتبلة داخل شقة بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص عثر على جثة سيدة مصابة بعدة طعنات، وتبين أن نجلها وراء ارتكاب الواقعة بسبب خلافات بينهم، كما تبين أن المتهم أثناء عرضه على النيابة العامة لاستكمال التحقيق معه طلب من الأمين المكلف بحراسته، الدخول إلى دورة المياه، وبعد فكه "الكلبشات"، وأثناء دخوله دورة المياه غافل الحرس، وأسرع ناحية الشباك المجاور لدورة المياه، وألقى بنفسه من الطابق الرابع، ما أسفر عن إصابته وتم نقله للمستشفى، وتبين إصابته بكسر بالقدم وكدمات متفرقة بجسده.