أزمة السوريين في مصر أثارت جدلا واسعا تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي تارة بسخرية وتارة بحزم، بعد أن شن المحامي سمير صبري هجوما على السوريين المقيمين في مصر بمختلف محافظاتها، متسائلا عن مصدر أموالهم السبب الرئيسي في زيادة نشاطهم التجاري داخل مصر والتي منها أصبحوا يمتلكون سلاسل محلات ومطاعم منها على سبيل المثال في منطقة الحصري بمدينة السادس من أكتوبر وغيرها في المحافظات، متهما إياهم بتلقي تمويلا خفيا من جماعة الإخوان المسلمين.
فما كان على "أهل مصر"، إلا التحقيق في الواقعة وكشف صحة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تمويل السوريين في مصر، وتجولت كاميرا أهل مصر في محافظة الغربية وتحديدا في ميدان الشون أكبر ميادين المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، حيث يقع محل "النجم السورىي"، والذي يقدم أقدم الوجبات السورية، وكل من يعمل به من الشباب السوري يقول "رامى" وصلت لمصر منذ 3 أعوام، مع عائلتى، فقد سبقتنى زوجتى وبناتى، ولحقت بهم، عملت بأكثر من مكان، فلم أجد مفر من العمل فى مجال المأكولات، حيث أنها عملى الأساسى فى سوق "الهوكيدون" أو خان القدس، والذى يمر منه الحجيج إلى القدس ، فكنت أقدم الأطعمة على عربة في سوق حلب أيضاً ولكن بعد القصف اضطررنا جميعاً لهجر موطننا.
أضاف، عندما وصلت مصر شعرت بالغربة والوجع إلا أن الكثيرين قاموا بمساعدتنا، وعلى رأسهم مؤسسات المجتمع المدني كجمعية الإمام للتنمية والثقافة، والتي ساعدت السيدات والفتيات فى بداية تواجدهم هنا بالوجبات والملابس، حتى أنها وفرت لهن سكن مجمع لتقيهم شر الحاجة، حتى أتين نحن الرجال وبدأنا الأعتماد على أنفسنا، كل ما كنا نملك من حطام الدنيا أن ذاك ذهب زوجاتنا وأطفالنا، وبعد التصرف فيه، اتفقت وأخى على فتح محل صغير، وذلك لان العربى لن تكون ملائمة للشارع، فأهم شئ فى أماكن تقديم الأطعمة هي النظافة، ففي بادئ الأمر أستغرب المصريين أكلاتنا ولهجتنا، ففى بعض الأحيان كانت الزبائن تشترى بدافع الفضول، ومنهم من يتجاذب أطراف الحديث ويقدم ملاحظات أو يشكر فى المنتجات، وجمعنا بضع آلالاف من الجنيهات حتى نطور مكان عملنا، حتى أكرمنا المولى.
وتاب"عامر أحد العاملين في المطعم، " كل ما نريده مكان يحمينا من ما رأيناه من مجازر بأهلنا وأرضنا، أما بالنسبة لتمويل الإخوان، فذلك عارٍ تماماً من الصحة، نحن نعلم أن الأضواء مسلطة علينا، كيف نخون وطن ضمن لنا العيش تحت سماءه دون قيد أو شرط، كل ما فى الأمرأننا نعمل بجد ونجمع الأموال لتطويرعملاً ليس طمعاً فى أى شئ سوى تعويض أنفسنا وأطفالنا عن ما عانيناه، فمقدم البلاغ لم يجرب العيش تحت القصف، والجوع والتشرد، وموت الأب والأم وتراكم الجثث فى الشوارع، وهدم الأحلام والآمال، بحيث يصبح حلمك الوحيد النجاةه من القصف القادم.
وأضاف زوج أختى من أمهر المطرزين للملابس النسائية والمفروشات غرف النوم، عندما نزل إلى مصر ذهب للمنطقة الصناعية بالروضة، وعمل بأحد المصانع، حتى أقنع صاحب العمل بمنتجه وشاركه في أحد الورش الصغيرة وعليه استقطب عدد من العمال الذين كانوا يساعدونه فى حلب وبدء العمل، وبين يوم وليله أصبحت منتجاته تطلب بالاسم لجودتها والاتقان فى تصنيعها.
وأنهى كلماته قائلاً: لو كنا نمول من الأخوان أو غيرهم لما ظهرت بعض السوريات على نواصى الشوارع بشكرى القوتلى، والأزقهة خلف نادى البلديه تتسولن اللقمة من المارة، لتطعم أطفالها وتعف نفسها، أما بالنسبة للمصرين ليسوا جميعاً ملائكه فقد أحزننى يوماً أحد الزبائن حينما قال "البلد بقت بلدهم مالناش عيش فيها"، لمجرد تزاحم الزبائن فى رمضان، أما الكثيرين يشجعوننا ويهونون ما نحن فيه.