يسأل بعض المسلمين عن طريقة التوبة من الكبائر والطريقة التي يمكن بها تكفير الكبائر ، فهل هناك طريقة شرعية متواترة عن السلف الصالح يمكن من خلالها تكفير الكبائر؟ وهل هناك آيات قرآنية كريمة توضح ذلك ؟ وما هى الأحاديث النبوية الشريفة التي ورد فيها إشارات لهذا الموضوع ؟ حول اعتبر مفتي الديار المصرية الراحل فضيلة الشيخ عبد اللطيف عبد الغني حمزة إن التوبة من الكبائر من الامور المؤكدة والمعروفة من الدين بالضرورة، وذلك مصداقا لقول الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم، وقال تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين • الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين • والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون،
التوبة من الكبائر شروطها وطريقتها من الكتاب والسنة النبوية الشريفة
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك». قلت: ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك». قلت: ثم أي؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك». فأنزل الله تعالى تصديقا لذلك قوله تعالى: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما • يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا • إلا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما • ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا، وفي مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: «أيها الناس توبوا إلى ربكم»، وقال صلى الله عليه واله وسلم: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» رواه البخاري.
من هنا كان على من ارتكب ذنبا أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله، ويندم أشد الندم على ما فعل، ويعزم عزيمة صادقة على ألا يرجع إلى القبائح والأفعال الذميمة، وليكثر من الاستغفار وقراءة القران والصلاة وعمل الخير؛ فقد ورد أن هذه الأمور تكفر الذنوب وتمحو الخطايا؛ فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: أراد معاذ بن جبل سفرا فقال: أوصني يا رسول الله، فقال صلى الله عليه واله وسلم: «إذا أسأت فأحسن» ، وروى عدي بن حاتم عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» رواه البخاري ومسلم، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط». ، وذهب فضيلة الشيخ عبد اللطيف عبد الغني حمزة إلى أنه
فعلى من ارتكب هذه الكبائر وغيرها أن يبادر بالتوبة إلى الله مما اقترف من إثم كبير توبة خالصة نادما على ما فرط في جنب الله، ولا يتحدث بهذه المعاصي وإلا كان من المجاهرين بها وقد سترها الله عليه، وليكثر من الصدقات والإحسان إلى الفقراء والمساكين؛ أملا في رحمة الله ومغفرته ورضوانه.