السوريون في المنيا: سعداء أننا جزء من المحافظة ومصر بلدنا الثانية (صور)

على مدار خمس سنوات قضاها المواطنين السوريين بمحافظة المنيا ألقوا خلالها محبتهم على أعتاب أهالى عروس الصعيد لتمتزج الدماء بين المصريين والسوريين حتى باتت منية الفولى تعج بالسكان السوريين بروح مصرية، متمركزين بحسب محافظاتهم فى تجمعات سكنية ،قصد خلالها عدد قليل القرى كسكن لهم ولأسرهم ، فيما لجأ العدد الأكبر للعيش بالتجمعات السكنية الجديدة المطلة على الطرق الصحراوية.

تصدر السوريين بمحافظة المنيا مهنتى المعمار وصناعة أشهى المأكولات، الأمر الذي جعل عدد كبير من مقاولي المعمار البحث عن العمالة السورية في عروس الصعيد لإشراكهم في العمل جنبا إلى جنب للعمل مع المصريين تارة، فيما دفعت مهارة وحرفية السوريين فى المنيا لقيام عدد من المواطنين بافتتاح المطاعم المصرية السورية والتي مزجت بين المأكولات المصرية والسورية نجحوا خلالها فى استقطاب عدد كبير من قاطني المحافظة للمحبة السورية والشعب السوري.

اقرأ أيضا.. السوريون في الغربية: ثرواتنا جمعناها بالعمل ونعشق تراب مصر (صور)

يقول محمد لحوف، أحد السوريين اللاجئين إلى مصر، لجأت إلى مصر منذ بداية الحرب السورية ثم قصدت محافظة المنيا لما وجدته من حديث الرفقاء السوريين المقيمين بالمحافظة حينها قررت السكن والعمل معا بالمحافظة رغم كونى لا أجيد مهنة لكونى لم انتهى من دراستي الجامعية فأخذت أبحث عن عمل لي تفوق به فلجأت إلى صناعة المأكولات فى منطقة شاهين بمدينة المنيا لاقيت خلالها تشجيعا كبيرا من المصريين هناك وإقبالا كبيرا على مأكولاتي لكون الطعام السورى لم تكن له شهرته فى محافظة المنيا التى تبعد عن العاصمة القاهرة بعشرات الكيلومترات، لكن صديق مصرى قدم لى عرضا للعمل فى أول مطعم للمأكولات السورية بإشراف مصرى بالمنيا وفى منطقة راقية رحبت جدا بالأمر وأعربت له عن محبتي وبالفعل عملت بالمطعم وزاد مرتبى ليس بالقدر الكافى لكنها المرتبات المتواجدة لدى العاملين بالمطاعم فى المنيا لا فرق بين مصرى وسورى فى الراتب.

واستكمل فى يوم اجازتي أبحث لشراء بعض المستلزمات المنزلية وحينما يلاحظ الباعة والأهالي لهجتى السورية يرحبون بى كثيرا الأمر الذى أكد لى حسن إختيار مصر للإقامة بها حتى تنتهى الحرب القائمة ببلادنا وعقب إنتهاء الحرب ستظل مصر وأهالى محافظة المنيا موطننا الثاني بعد أن قدموا محبتهم للسوريين باعتبارهم جزء لا يتجزأ من المصريين.

على جانب آخر قصد المهندس محمد قواحه الإقامة بمنطقة الحبشي تلك المنطقة الشعبية التي تجسد حياة البسطاء بالمحافظة برفقة أسرته التى منع أيا من أفرادها من العمل وعكف على توفير حياة كريمة لهم تاركا أسرته بين الأهالى ومتجها إلى عمله الذي يقيم به لعدة أيام متواصلة تحت قيادة إحدى الشركات المعمارية بأسيوط.

يقول قواحه، أصابني الوجع واوشكت الحرب على تدميري وأسرتى لكن فى دعوة من صديق مصرى لترك الحرب السورية واللجوء إلى مصر للاستقرار لكنني في بداية الأمر لم أتقبل الفكرة لكن الحرب أجبرتني على ترك حلب حينها لم أجد مقصدا للعيش سوى مصر فى محافظة المنيا التى يقيم بها صديقى أحمد حسين ووصلت إلى مصر ومنها إلى بلدتى وأنا لا أحمل سوى بعض الأوراق الشخصية ويتكأ على كتفى إثنان من أفراد أسرتى.

اقرأ أيضا.. "من البحيرة.. هنا دمشق".. حكاية محمد سعيد.. مصري نجح في نقل تراث الأكلات السورية إلى دمنهور (صور)

وأردف ، قضيت أكثر من أربع سنوات فى محافظة المنيا وطبيعة الأسر الطيبة والإجتماعية دفعني وأسرتي لمحبة المصريين، موضحا ان الحصول على العملة فى مصر شئ ليس بالسهل لكن مساندة صديقى لى زادتني صلابة وتمكنت من العمل وتوفير المال وإن كان قليل لكنه أفضل من العيش وسط الحرب بسوريا، وحينما شعرت بالاطمئنان أنا وأسرتي أخبرت عدد من السوريين من بلدتي على قصد محافظة المنيا للعيش بها.

فى سياق متصل لم يجد مفرا وطوقًا للنجاة هو وزوجته من الحرب القائمة بموطنه السوري سوي اللجوء إلي مصر محتفظا بما تمكن من أوراق رسمية تثبت زواجه وقرر الخروج من موطنه إلى موطنه الثاني مصر ومنها إلى محافظة حيث الاستقرار والمعيشة هناك وما بين عمل هنا وهناك نجح في توفير مصدر رزق له وزوجته حتى تمكن من دفع إيجار شقة سكنية له وأسرته.

يقول مصطفي أحمد الرعد أحد المواطنين السوريين النازحين إلي مصر " إنني تركت بلدتي وأسرتي جميعهم بالأراضي السورية، وقررت الخروج من سوريا برفقة زوجتي واتجهت إلي مصر وقررت ان استقر في محافظة المنيا إلى جانب عدد كبير من الأسر قررت الاستقرار بمحافظة المنيا فأسر من أدلب قررت السكن في منطقة ما وأسر من حلب أستقرت في مكان آخر وهكذا تقطن عدد كبير من الأسر السورية بالمنيا، لافتا إلى ان عدد كبير من السوريين يقيمون بمدينة المنيا الجديدة فهى الأفضل من حيث توفير السكن التي واجهتنا كثيرا فلم نتمكن من الحصول على شقة سكنية وتأجيرها لعدم حملنا لبطاقة شخصية فقط نحمل جوازات سفر وبعض الأوراق الأخرى فكانت رحلة السكن هى الأزمة الكبرى لنا ،ولم نجد حلا اخر سوى البحث عن السكن داخل المجتمعات السكنية الخاصة وتعدت تكلفة إيجار الوحدة أكثر من ألف جنيه مصري.

وأضاف "الرعد" أنني تزوجت زواجًا شرعيًا بالمحكمة الشرعية بسوريا في عام 2015 من ابنة عمي وهناك شهود بذلك وأملك جميع المستندات الدالة على ذلك وحينما أقمت بمصر وبعد عدة سنوات رزقني الله بمولودي الأول لكننى لم استطع بتسجيله بسجلات الصحة وأفادني الطبيب المختص بأنه لابد من استخراج واعتماد قسيمة الزواج والتوثيق عليها من الخارجية السورية وفي هذه الظروف التي تمر بها سوريا لا أستطيع تنفيذ ما طلبه، فقرر بعمل محضر إثبات حالة وبرفقة مولوده الأول وزوجته وهي زوجة علي ذمة شرعية وأن هذا الطفل المولود نجلنا شرعا وأنه يوجد محضر إداري رقم 4612 لسنه 2018 إداري قسم المنيا ،وعرض الأمر على النيابة وتمسكت بإثبات نجلى نظرا لأنه يوجد عدد كبير بذات الوضع وتمكنوا من إثبات مواليدهم.

وأردف، استقر فى مدينة المنيا الجديدة على مدار خمس سنوات وحبى زاد لأهالى المحافظة بعد أن تم دمج السوريين فى كافة الأنحاء وحرص المطاعم المصرية فى المنيا على تقديم المأكولات السورية، لافتا إلى أننا نجد صعوبة كبيرة فى الحصول على بعض التوابل السورية فى المنيا لكننا نحرص على جلبها من السوريين القادمين من القاهرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً